خط أحمر :
يقول نحو ٩ من كل ١٠ سوريين إن نفقات أسرهم ارتفعت خلال العام الحالي بنسبة كبيرة جدا ، لدرجة لم يقدروا تأمين احتياجاتهم الأساسية بالحدود الدنيا ، و يقولون إن دخلهم لم يعد يكفيهم لشراء خبز وشاي فقط ..!
وبما أن نفقات الأسر تفوق الإيرادات، فإن الكثيرين يعبرون عن قلقهم بشأن مستقبلهم المالي والمعيشي المتدهور،في ظل موجات غلاء الأسعار اللاهبة وحالة التضخم المسيطرة على حياة البشر ،وعدم بوادر أمل تلوح بالأفق القريب.. علاوة على ذلك، بالنسبة لمعظم السوريين ، ارتفعت ديون الأسر حيث الحديث على لسان كل مواطن انني اشتريت بالدين والاستدانة لدرجة غريبة لا توصف .
وقال ابو صطيف موظف عادي يعمل مهندس في إحدى الإدارات ، إنه كان ينفق نحو ٥٠ ألف ليرة شهريا على البقالة وبعض الحاجيات الاساسية ،كان ذلك منذ أكثر من عام ،اليوم ٥٠٠ ألف لم تكفين نصف شهر،ولولا عملي سائق تكسي لما أقدر تأمين الحد الأدنى لقوت أولادي ..
وأضاف: “دخلي بقي على حاله والراتب لم يسد حاجيات البيت ليومين ،ونسمع من حكومتنا شعارات ووعود ،فالوضع المعيشي كارثي ،والناس تتكلم مع ” حالها ” و الاقتصاد ميت ومعطل ، لكن حالتي الصحية ليست جيدة كحال اقتصادنا ،وإذا تحدثنا بالأوجاع فكثيرة وأسعار الدواء تحرق الأخضر واليابس ..!
ويقول نحو 8 من كل 10 سوريين إن ديون أسرهم الإجمالية أعلى مقارنة عما كانت قبل عام، ويقول نحو النصف أن لديهم حاليا ديون لشراء اساسيات للمعيشة كالارز والسكر والخبز .. ، حتى البيض الذي وصل سعر الصحن ل٦٠ ألف ليرة صار مادة كمالية لم نعد نشتريه ..ومواد عديدة غابت بشكل كامل عن الموائد ،فاللحم لم نشتريه منذ أشهر لغلاء سعره الذي تجاوز ال١٠٠ ألف ليرة ..!
وتعمل لارا الطالبة الجامعية في ” توصيل ” طلبات الطعام حسب الطلب تقول : لم اعد اقدر تأمين كم الف ليرة اجرة للطريق للذهاب الى جامعتي مما اضطررت العمل بعمل ليس مناسبا الي ولكن الحاجة تقهر والوضع صعب جدا ،في حال هناك طلبات كثيرة يتم الاتصال معي لكي اقوم بتوصيل الطلبات للمنازل مقابل ليرات قليلة ..فلا حول ولا قوة إلا بالله … والدتي غارقة بالديون وانا لم استطيع توفير كل الاحتياجات وخاصة مصاريف الجامعة منها ،حتى قمت مؤخرا بالاستدانة من احدى صديقاتي لشراء بعض الكتب ،على أمل أن اسدها المبلغ بعد فترة ..! ومنذ مدة مرضت والدتي وتم تشخيصها وتحتاج لعمل جراحي ولا نملك ثمن دواء صداع الرأس ..!
وقالت: الفواتير الصحية والدوائية لم تعد تطاق..ونحاول تجنب طلب العلاج الطبي بسبب التكاليف…!
ويقول عدد كبير من السوريين إنهم واثقون جدا على عدم قدرتهم على دفع نفقات طبية غير متوقعة لأن ليس لديهم ما يكفي من المال لذلك. .. ويقول غالبيتهم إنهم تخلوا عن عملية الشراء بسبب ارتفاع أسعار السلع والمواد وتحديد في العام الحالي وبنسبة ضعف عما كانت في العام الماضي… فمن يذهب الى الاسواق الشعبية يرى المآسي والمشاهد المبكية نساء يلمن بقايا الخضر المنزوعة لأخذها وطبخها لأولادهن ،ومنهن من يبحث عن المواد الرخيصة جدا .. !
المتقاعد ابو المنصور قال : إن التضخم هو مصدر قلقي الأكبر، لأنني أعيش على دخل ثابت ،فراتبي كما هو ثابت ،وكل شيء يتغير صعودا ،أشعر نفسي صرت ثقيل على أسرتي وسبب بوقوعها في خسائر الاستدانة وذل الطلب لتامين ثمن الدواء إ لي ..إنها المذلة بعينها ،فماهي الحالة التي وصلنا لها ..؟! .
وأضاف : “علبة الدواء التي كانت تباع بألفي ليرة أصبحت الآن ب٢٥ ألف ليرة ،هذه زيادة بنسب مضاعفة وخطيرة في السعر. ولا أحد يسأل كيف تؤمن البشر حاجياتها .
قالت المواطنة ايمان : أعتقد أن الأمور خرجت عن نطاق السيطرة فكل مايتحدثون فيه كذب بكذب ،فلا الأسعار انخفضت ولن تنخفض والتموين لا يعملون عملهم يأتون ليأخذوا نصيبهم من الغلة ويرجعون ،نحن من ندفع الضريبة بكل شيء ،لم يعد لدينا أي مدخرات والدخول ماتت أمام الغلاء الفاحش ..لمن الشكوى وتللك الحالة التي وصلنا لها ..حياة لم تعد تطاق ..!