عجوز أشطر من إدارات السورية للتجارة ..منتجات أفضل وبأسعار أقل

خاص- خط أحمر :

ينتظر عشرات المواطنين مع كل صباح عجوز تأتي من ريف دمشق البعيد لبيع انتاجها في دمشق، ويتسابق الناس على شراء الجبنة التي تأتي بها وتبيع الكيلو بأقل من صالات السورية للتجارة بألف ليرة، وأحيانا أكثر، وميزانها طابش، وتسامح بكسور 500 ليرة، ولا تبعد بسطتها 10 أمتار عن صالات السورية .
هذه العجوز تدفع يوميا ذهاب وإياب ما يقارب 65 ألف ليرة أجور مواصلات فقط، ومع ذلك لديها استعداد لبيع منتجات أفضل من منتجات السورية للتجارة، وبأسعار أقل بألف ليرة لكل كيلو، مع العلم أن السورية للتجارة تملك أسطول كبير من السيارات، ويتم تزويدها بالمحروقات بالسعر المدعوم والبرادات ومعامل الألبان والأجبان، وتشتري بكميات كبيرة وغير قادرة على المنافسة، والسبب هو الهدر والهدر الكبير.
والسؤال أين يذهب كل هذا الهدر في صالات السورية للتجارة إذا كانت عجوز بتقنيات ريفية بسيطة قادرة على منافسة أسطول السورية للتجارة….؟ فمن المسؤول عن هذا الهدر، ومن يعيد النظر بإدارة هذه الصالات وتوجيها للعمل بعقلية التاجر الذكي كما تعمل هذه العجوز. …؟
وللأمانة أن الوقت المتوقع لبيع منتجات هذه العجوز لا يتجاوز الساعتين، وهناك الكثير من يطلب منتجاتها ولا يجد وفي الصباح تجد العشرات ينتظرون وصولها، وحتى البيض البلدي تبيعه بأقل من البيض النباتي في صالات السورية للتجارة، دعونا نفكر بصوت عالي ألا يوجد مشكلة في سياسة عمل الصالات، ألا يوجد هدر بوجود عشرات العاملين ومنهم لا عمل له، يتم تنفيعه براتب شهري، …!ألا يوجد هدر بعدم بيع كميات كبيرة في اليوم الواحد على مستوى جميع الصالات، ومن يمنع توفر كميات كبيرة وبيعها بسعر أرخص من الأسواق وجودة أفضل كما تقوم به هذه العجوز . …؟
من الضرورة على الإدارات القائمة على السورية للتجارة الذهاب والتعلم من هذه العجوز في شرق دمشق…، ونتحفظ على ذكر اسمها ومكانها الدقيق حتى لا يتم منعها من استخدام الرصيف لخدمة عشرات العائلات يوميا، ومن شدة نظافتها تحافظ على نظافة المكان عند خروجها منه، وندعو إدارات السورية للتجارة لدقيقة تفكير بعمق وإعادة تقييم سلوكها الإداري وفق دورها في التدخل الايجابي وليس البيع أغلى من الأسواق …