خط أحمر :
ماهي الحكومة تضع يديها على ما تبقى لدى المواطن اذا بقي معه شيئا أصلا.. كل يوم هناك قرار يضيق الخناق على معيشته،بدأت منذ مدة واليوم مدت أيديها على ” خبزات ” المواطن المعثر،تناست كل الإخفاقات السابقة وفساد المسؤولين وسرقاتهم وارتكاباتهم ،وفشلها في تحصيلات أموال الدولة جراء التهربات الضريبية وعدم نجاعة استثمارها للأملاك العامة وغيرها، ورأت ان خبزات المواطن يحقق لها مطرحا يعزز من ميزانية اعتماداتها،هذا المواطن الذي يسند بالخبزات جوعه الأخير ويلهي فيهن أفواه أطفاله ،مدعية أن الدعم هو السبب في التراجع الاقتصادي والنزف المادي الحاصل ..فأي تبريرات تلك التي لم تعد تنطلي على أحد ..نحن نفهم الإصلاح الاقتصادي لن يتم هكذا .. هو التحسين وتعمير وترميم الخراب لا الزيادة في سوء الأحوال وتوسيع مساحة الخراب المعيشي الضاربة أطنابها ..!
منذ رفعت الحكومة ترشيد الدعم وهيكلته مقرونا بالادعاء بالإصلاح الاقتصادي المنشود والمواطن لم ير خيرا ،توالت عليه المآسي والويلات حيث التضييق بمعيشته لدرجة لم يعد يشتري شيئا سوى ربطة خبز ..! البطالة والغلاء والتضخم وقلة الدخول والفساد يضرب بقوة لدرجة مجمل الأعمال ومهما صغر شأنها صار يحكمها الفساد ..المواطن يضيق عيشه يوما بعد يوم ..ماذا بقي من دعم ..وهل هذا هو إصلاح الدعم وإصلاح المعيشة ..؟ وإذا تم السؤال عن السبب…يتحججون بقلة الموارد والحظر والهدر في الدعم والفساد ببعض قنواته وغيرها من المسوغات غير المقنعة ..!
كم وفرت الحكومة من إلغاء الدعم عن شريحة من المواطنين وماقيمة ما بقي من دعم ..؟ هل ستغير المعادلات المعيشية ياترى ..؟ مالم يلاحظ أن لا شيئا قد تغير ،بل المسائل المعيشية تتفاقم سوءا ،ومع كل قرار يزداد حبل الضيق والجوع على رقاب العباد ..!
من يدقق مشروع ميزانية الحكومة يلحظ التراجعات تجاه بعض البنود الأساسية كالإنتاجية منها ،ولا يلحظ تلك الزيادات المتحصلة جراء الوفورات .. وكم سيضيف إلغاء دعم الخبز عن شريحة الخبز الحر …؟
” خبزات “المواطن لن تسد من العجز شيئا ولن تجعلنا مثل ماليزيا أو سنغافورة مثلا ..فإذا أنتم مقتنعون ورأيتم أن رغيف المواطن سيجعلنا من ” نمور آسيا ” سيصوم المواطن ويمتنع عن تناول الخبز..! لكن العلة ليست هنا ..العلة في عدم القدرة على بلورة حلول مريحة ..!
خبزات المواطن ليست ” غصة ” في حلق الدعم والإصلاح ..ضبط النفقات ومحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال العامة هي التي ستسد العجوزات وتخفف من وهج القرارات الحارقة .. خبزات المواطن هن السياج الأخير الذي يلجم صبر المواطن على حكومته الحنونة وصمته على الفشل والتراجع وحالة الضياع وسوء بعض القرارات الارتجالية ..!