عندما يتغلب الموت على الحياة ..مذبحتهم متواصلة وعجزنا متواصل

خط أحمر :
.. نعم لم يعد شيئا كما كان ..الكل تغير وانكشفت النفوس وانكفأت الهمم ..وصارت الندوب ثاغرة بالأجساد..
ثمة هوة سحيقة انحفرت في الروح، ولن ينجح أحد في ردمها ثانية….ثمة صور مزقتنا وحشيتها، وصرخات تطاردنا في الصحو والنوم، ووجوه أطفال تجمد الدم في عروقهم رعبا، وأمهات يدفن أحلامهن بزفاف الأبناء، وآباء مقهورون لا يدرون ما يصنعون. صراخ الأطفال وهم يستنجدون بعجزنا لا يغادرنا. تحدثوا بكل لغات العالم عبر نظرات أعينهم المليئة بالقهر والخوف والعجز والحزن والاستنكار والغضب واللوم. لقد عاشوا كامل المأساة التي لا يمكن وصفها، وفقدوا كل أمل بالعيش في هذا العالم المليء بالقبح وبالوحشية.
نعم، لم يعد أي شيء كما كان عليه في السابق. الروح غادرت ونحن نتابع المذبحة، ونشعر بالقهر والعجز عن فعل أي شيء تجاههم. وفي الوقت الذي يأكلنا فيه الحزن تجاههم، نرى أن مذبحتهم ما تزال متواصلة، وعجزنا متواصل كذلك.!
هنا، يتغلب الموت على الحياة التي تتسرب من شعب لا يراد له أن يكون كغيره من الشعوب. هناك محتل لا يريد أن يغادر، وعالم ظالم ينظر بعين عوراء إلى منطقتنا، ويطبق علينا معايير مزدوجة بالكاد تنفع لمعاملة البشر. بينما عالمنا يغرق بالضعف والعجز عن اتخاذ أي قرار، سوى إصدار الكثير من بيانات التنديد والاحتجاج والاستنكار، هنا وهناك! بينما المذبحة تسير وفق ما خطط لها النازيون الصهاينة.
نحن نعيش في غابة. ينبغي علينا أن نؤمن بهذا الأمر كي نستطيع التعامل مع العالم الذي يقف على المنابر الدولية لـ”يبيعنا” المثل والأخلاق والمبادئ، وعلى الأرض، يجهز أقوى ترسانات الأسلحة كي يبيدنا..
لا ندعو لاستنهاض الهمم ورفع الاصوات فقد مات كل شيء ..!