خط أحمر :
معيشة البشر ضاقت عليهم ، موجات سعرية لم ترحم ، أوجعت النفوس وضيقت أي نافذة لأمل يبدو أنه انفقد تماما..
ألا يعد كل من يعيش في حياتنا اليوم تحت حالة من التوتر دائم و قلق لا حدود له من الحاضر والخوف على المستقبل ، ويتملكه شعور بالعجز لعدم قدرته على تلبية أبسط المتطلبات الحياتية الضرورية ، في ظل تآكل الرواتب وتعدد الضرائب ، وانحدار القوة الشرائية مع ارتفاع الأسعار اليومي ، لقد انفقدت أي أماكن لما يسمى الفرحة والبهجة وأي شعور في المتعة بالحياة ..ألا يعد بتنا كأننا صرنا بحكم ” الأموات على قيد الحياة ” !
وصلت الغالبية من البشر الى مرحلة فقدوا فيها طعم الحياة ، ولذة الاستمتاع بها لسيطرة الخوف من المجهول عليه ويتوقعون الأسوأ بعد أن ضاعت كل معززات الثقة في الإصلاح وحلحلة الأوضاع المعيشية ، فمادام رئيس الحكومة يشكي القلة وعدم وجود الامكانات واي حلول أخرى… ، فكيف سيكون أثر ذلك على البشر ..؟! ، من المسؤول عن كوارث الحكومة المتلاحقة ..وعن رفعها المتواصل لأسعار المواد والسلع وخاصة المحروقات ..؟ فبين كل ارتفاع وارتفاع سوى أيام قليلة جدا .. !! ما الذي يحصل..؟ يعلم الجميع أن لا حلول لمخارج تملكها او تعرفها الحكومة ..كل ما تعمله مص اكبر عوائد من رقبة المواطن وغير مكترثة حتى لو مات جوعا ..؛ أي عرف او منطق اقتصادي تزداد فيه أسعار المحروقات بين كل زيادة وزيادة أيام وربما شهر واحد ..ماذا تغير ..هل زادت الحكومة دخل المواطن بما يتناسب مع زياداتها لأسعار المحروقات ..؟ هل تعي الحكومة كم مادة ستتأثر ارتفاعا بزيادة أسعار المحروقات وخاصة المازوت ..؟ عشرات وربما مئات او كل السلع ستزداد وسيدفع الفارق المواطن .. ولا أحد يستطع الإجابة من أين سيدفع هذا المواطن امام مايحصل من جنون سيطر على كل شيء .. فكل أسرة تحتاج شهريا كمتوسط بحدوده الدنيا مليون وأكثر ..أمام دخل لا يتعدى ال ٢٥٠ ألف ليرة ..؟ ضرب من جنون مايحصل ..! سياسات واجراءات خاطئة ستجر إلى أماكن أكثر فقرا وخنقا .. سياسات هددت المواطن بفقد أمنه الغذائي والمعيشي ، زادت السرقات و الجريمة والتفكك الاسري وتراجعت القيم والأخلاق ، انتبهوا ياسادة .. حتى أثر كل ذلك في حياة البشر التي ما عادت سوى أيام تمضيها ، اناس تقتل أيامها كل يوم بيومه !! وهل من حياة على هذه الشاكلة بعد ..أرواح على قيد الحياة !!
إن عدم الاكتراث من قبل الحكومة وأجهزتها في تبديد خوف المواطنين وقلقهم على مستقبل مصيرهم المعيشي .. بعد أن فقدوا متعة الحياة وهم على قيدها ، ورغم أنهم ما زالوا يتنفسون ، إلا أنهم اصبحوا أحياء على الورق بعد أن ماتت قلوبهم من اليأس والكبت والقهر ، وباتوا بحكم : احياء في حساب الأموات، أو أموات على قيد الحياة..فأسعار المازوت ستحرق أخر رمق فيهم ..!