خط أحمر
لا يخفى على أحد، مواطنا كان أم مسؤولا أن المرحلة ليست سهلة ،والواقع مزدحم بالتحديات ،والبارحة تحدث عنها رئيس الحكومة أمام أعضاء مجلس الشعب بحضور الوزراء في بيان اعتدنا سماعه ، يبرر مرات ويتغنى بالإنجازات مرات..وكأن الحكومة بذلت كل الحلول وعالجت كل المسائل ..الجديد هو أن للحكومة مسارات جديدة تعمل وفقها وطلب من الوزرات تحديد أولوياتها وتنفذ الأهم الذي يؤدي الى تحسين معيشة المواطن .. خطاب للأسف لم يصل لمستوى الطموح يبدو أنه لأشغال البشر بترديد وطرق أبواب أحلامهم عل ذلك يخفف من حالة الخنق التي يعيشها الغالبية من الناس ..
ينظر القلة الى عرض الحكومة بأنه حديث مكاشفة ووضع حقائق مايحصل كاملة أمام الجميع والأهم النية لسلوك طريق الحسم بأن الحكومة جاهزة بل وجهزت خيارات للعمل ..!!وطرح رئيس الحكومة توجهات حكومته أمام الجميع نوايا الاستعطاف ووجه الوزراء للقيام بأدوار متعددة لخروج من عنق زجاجة الأزمات المتلاطمة ..لكن هيهات ..!!
على الغرار هناك عدم رضا ليس من غالبية المواطنين بل من ممثليهم ممن سمعوا بيان رئيس الحكومة تحت القبة … لفقدانهم أي أمل بتحقيق أي توجه أو إجراء يخفف حجم مايعاني منه أي مواطن اليوم ..
سرعان ماانكشفت وتعرت وعود رئيس الحكومة ، حيث لم تمض ساعات من إطلاق وعوده بأن الحكومة تسعى وتجهد لتحسين واقع معيشة المواطن والتخفيف من وطأة أزماته ، لتسارع وزارة ” التموين ” العتيدة برفع أسعار البنزين وغيرها من مواد الطاقة .. فأي أحلام ونوايا وخطط يتحدث عنها رئيس الحكومة ..؟ !
أليس هو القائل منذ ساعات نعمل ونجهد وسننفذ الخطط ،وهناك توجهات كلها ستصب في خانة وخدمة المواطن ، ليأتي منتصف الليل من اليوم ذاته وترفع حكومته أسعار المشتقات ..!!
الإخفاقات السابقة وفساد المسؤولين السابقين وفشلها في تحصيل أي أموال تضعها الحكومة مبررا لحجم التحديات وتقصيرها وكذلك ان مقدار الدعم للمواطن من الدولة تعوضه من رقبته وجيبه ، المواطن الذي لم يصف له لقمة عيش يسند فيها جوعه الأخير مدعية أن الدعم هو سبب التراجع الاقتصادي والمديونية العالية والنزف المالي وغيرها من تسويق حجج واهية لم تعد تنطلي على أحد ..!
نحن نفهم الإصلاح وإيجاد المخارج لأي أزمات يكون عبر التحسين وتعمير الخراب لا الزيادة في سوء الحال وتوسيع الخراب ،منذ أن رفعوا شعارات اصلاح الدعم وغيرها من الشعارات لم ير المواطن خيرا ، فالغلاء والفشل والفساد كله زاد بنسب عالية ..! ماذا بقي للمواطن يوما بعد يوم يضيق عيشه.. وهاهم يتحججون بتحديات قسم منها هم مسؤولون عنها .
طبقوا أقوالكم حول ترشيد النفقات ومحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال العامة ولا تقتربوا كثيرا من السياج الاخير وتظلون تراهنون على صبر المواطن الذي لم يعد لديه صبر وطاقة تحمل ، تحمل الإذلال والقهر والجوع بات ينهش بجسده يوما بعد يوم ..فإلى متى .؟