مربون يستغيثون وقعنا في الفخ

خط أحمر – دانيه الدوس :

على ذمة وزارة الزراعة خسائر بسيطة لا تتعدى بعض المزارع نتيجة جائحة مرض نيوكوسال، ومع ذلك ارتفع سعر صحن البيض الى 65 ألف وكيلو الفروج الى 50ألف، طبعاً هذا وكان قطاع الدواجن لايزال مدعوماً، فإلى أين سيصل سعر البيضة والفروج بعد إيقاف الدعم ورفع سعر لتر المازوت من ألفين الى 8 آلاف ليرة، يتساءل مواطنون.؟
زيادة قادمة
الخبير الزراعي بديع سمرا تكهن بأن ترتفع أسعار البيض والفروج أكثر من 20 % في فصل الشتاء فقد يصل سعر صحن البيض الى أكثر من 80 ألف وسعر كيلو الفروج الى 70 ألف خلال الأشهر الباردة، وأن هذا الارتفاع يمكن أن يحصل على مراحل يتحسسه المواطنون بعد فترة وجيزة، وكل ذلك بسبب ارتفاع أسعار المازوت الأخير فالدواجن تحتاج الى التدفئة في أيام البرد، أي أن التكلفة على المربي في تلك الفصول كبيرة جداً، هذه التكلفة التي من الممكن أن تنخفض في أيام الدفء في فصلي الربيع والصيف، ورغم الانخفاض في التكلفة لن تعاود أسعار البيض والفروج الهبوط فمن المستحيل تعليم المواطنين خفض السعر بعد رفعه لاسيما وأنهم يسارعون في رفع أسعارهم بمجرد ارتفاع أي تكلفة لديهم.
وأكد سمرا انخفاض ملحوظ في استهلاك البيض والفروج بشكل كبير في الآونة الأخيرة، فمحل الفروج الذي كان يبيع بالعشرات بات يبيع بالقطعة والقطعتين فهنالك جمود كبير في الأسواق بسبب ارتفاع سعر الفروج وانعدام القدرة الشرائية للمواطن فقد أصبح الفروج سلعة من الكماليات لدى البعض بعد إعادة ترتيب أولويات شرائهم، وعدم قدرتهم على شرائه، مشيراً الى أنه من المؤكد ظهور أمراض وأزمات صحية لدى أغلب الأشخاص التي لا تأكل مثل تلك المواد الغنية بالبروتين في المستقبل.
المواطن هو الخاسر الوحيد
ورأى سمرا أن كل نوع من أنواع الدعم ضرورة والتخلي عنه مخاطرة ستؤثر سلباً على الأشخاص سواء المنتج أو المستهلك، لكن على الأغلب كل الازمات يتحملها المواطن لوحده فالمنتج لا يتحمل الخسارة سيحملها بالتأكيد للمستهلك ، فليس لديه سوى خيارين أحلاهما مر الأول أن يتوقف ويتحمل الخسارة وهذه كارثة أو أن يحملها للمستهلك ويستمر بالعمل.
و فيما يتعلق بدعم قطاع الدواجن لضمان استمرارية التربية وعدم ارتفاع الأسعار، أشار الخبير الزراعي إلى أن الحل يكمن إما بالاستمرارية بدعم المربي عبر تخفيض سعر المازوت أو إيجاد طرق أخرى لدعمه كان يتم رصد مكافآت له في حال تم تسليم صحن بيض أو فروج مثلاً.
وقعنا في الفخ
أغلب المربين الذين التقيناهم أبدوا غضبهم من قرار رفع سعر المازوت فمثلاً عضو لجنة الدواجن مازن مارديني أكد أن الوضع الحالي للمربين سيء للغاية ولا يحسدوا عليه، فأغلب المربيين قد عزفوا عن التربية حالياً ريثما تتوافق الأسعار مع التكاليف الجديدة، قائلا: تصور أن تكون موعوداً بالدعم فتقوم بالاستدانة والمشاركة لشراء صيصان للتربية على أمل وثقة بالمعنين في القطاع بتأمين الدعم وهمهم الوطن والمواطن ولكن تتفاجأ بأنك وقعت في الفخ ليس أكثر .
وأكد أنه لتاريخ اللحظة لم يعلم بسبب ارتفاع سعر لتر المازوت لمربي الدواجن، مشيراً الى أنه غير قادر على التكهن بتأثير ذلك على أسعار البيض والفروج لأنها عبارة عن عرض وطلب، لكن من الطبيعي أن ترتفع أسعارها جراء ارتفاع أسعار المازوت 4 أضعاف وخسارة المربيين الذين أوهموا بالدعم وخصوصاً في الوقت الحالي الذي يعتبر أخطر وقت جراء البرد القارص .
المربي أيمن رأى أن أسعار الفروج والبيض لم ولن ترتفع بارتفاع سعر المازوت والسبب دخول فروج وبيض مهربين من لبنان والعراق، مشيراً الى أن المنتج هو الخاسر الوحيد في النهاية
وعما إذا كان هنالك حل لتخفيض أسعار البيض والفروج أشار المربي إلى ضرورة خفض أسعار الاعلاف والمواد الأولية واللقاحات والأدوية البيطرية، كل ذلك سينعكس بشكل إيجابي على السعر.