خط أحمر :
هل نظرنا من حولنا لنعرف أين وصلنا؟
يقاس الاداء بالإنجاز ويتم تقييم النتائج على ضوءه ، والأهم هل هذه النتائج تحاكي واقع الحال أم أنها تجميل لصورة لا معنى لها. فكثيرا ما نسمع تصريحات من هنا وتحليلات من هناك وتكاد في بعضها إستعراضات ولكن هل نزلنا الى الشارع أولا لنرى ما يحدث ؟ هل نظرنا من حولنا لنعرف أين وصلنا ؟ هل عرفنا ماذا فقدنا أم اننا نجامل انفسنا ؟!
اذا كانت الحكومة غير مكترثة بارتفاع نسب الفقر والبطالة والتضخم وغلاء الأسعار..فلا أحد يعرف لماذا الفشل حليفنا بمعظم مرافقنا ومشاريعنا وتوجهاتنا ..! ما أسباب كل انتكاسات مسارات التنمية، لماذا تفشل كل الجهود الرامية إلى إنهاء الفقر المدقع والحد من تغول الفساد ، لماذا كل التراكم في الخسائر العميقة في دخول الأفراد والأُسر، وموجة الركود التي ضربت حركة التجارة العالمية، وما قد ستتركه من آثار، و دخول العديد من اقتصادات العالم في أزمات ديون ضخمة وتحديات ثقيلة ونحن لسنا بمنأى عنها ..
وإذا لم يتم التصدي لتحديات التغير المناخي وازمات الانتاج بأشكاله بقرارات جريئة ، والبحث العلمي عن مسببات تعثر الواقع الاقتصادي الصعب وإزالة كل معيقات الإنتاج والنمو .. سيعيش معظم الأشخاص الأكثر فقراً وما أكثر عدهم هذه الأيام، في أوضاع تتسم بالهشاشة والصراع والعنف أكثر وأكثر ، فالفقر متداخل التأثر بالأخطار المتصلة بالواقع الاجتماعي والأمراض وسوء التغذية وسواها ..!
يبدو أن لا خططا واقعية جديرة بالتوقف عندها والتعويل على مضامينها.. فقر وجوع وجريمة وسوء تغذية وأمراض .. وماذا بعد ..؟
بعد كل هذا .. ماذا يتوجب العمل..الكل بحالة تساؤل وترقب المجهول.. دون وضع سيناريوهات لمناقشة كل المفرزات التي بدأت تكشر عن أنيابها ..وهنا على الجميع التفكير بعمق أكثر ومحاكة للواقع عن قرب وملامسة صحيحة. وأهم من هذا كله أن تعي الادارات الرسمية أن الكلف الاضافية سيتأثر بها بالنتيجة معظم المواطنين وقدرتهم على العيش وسيخفض قدرة المواطن على الاستهلاك وسيزيد من الاعباء المالية عليه مما سيؤثر على أمنه المجتمعي وهذا هو التحدي أمام اي دولة ، البطالة تزداد وفرص العمل الى تراجع وتهديدات الوجع والجوع تضرب من كل طرف. فلا بد من صحوة اساسها العمل حتى لا نبقى نكابر ، ولنتعامل مع الواقع الذي نحن فيه ولنخلق لأنفسنا نموذجا ما عل فيه نجاة او تخفيفا لآلام ستزداد مستقبلا ..!