خط أحمر -دانيه الدوس :
ما بين 25 الى 100 % ارتفعت أسعار المواد الغذائية بداية هذا العام فمثلاً ارتفع سعر لحم العجل من 40 ألف الى 80 ألف ليرة، ولكن السؤال في ظل هذا الارتفاع المجنون في الأسعار كم أصبح يحتاج المواطن تكلفة ثمن طبخة اليوم ..
المحلل الاقتصادي عبد الرزاق حبزة أكد أن متوسط تكلفة أبسط طبخة بدون دسم أو لحمة لأسرة مكونة من 5 أشخاص ليس أقل من ٧٥ ألف ليرة في ظل ارتفاع الأسعار الحالي لمدة يوم واحد، ويمكن ان يصل السعر الى 250 ألف في حال تنوع الطبخة وإضافة بعض الدسم واللحمة لها، حيث تختلف تكلفة الطبخة باختلاف محتوياتها ونوعها.
وأردف: أي أن المواطن بحاجة الى4 ملايين ليرة شهرياً ثمن وجبة واحدة يومياً بغض النظر عن مصروف ثمن الأدوية والمنظفات ولزوم التدفئة كالحطب الذي ارتفعت أسعاره أكثر من 100% فقد وصل سعر كيلو الحطب هذا العام الى 7آلاف ليرة بينما كان لايتجاوز2500 ليرة العام الماضي، ناهيك بموضوع المازوت والغاز والكلف الأخرى من البهارات والملابس وتكلفة حواضر الافطار، مؤيداً رأي أحد المحللين الاقتصاديين الذي أكد أن الأسرة بحاجة الى 10 ملايين ليرة شهرياً للعيش بالحدود الطبيعية.
ارتفاع جنوني
وأرجع حبزة ارتفاع أسعار المستلزمات الغذائية جميعها بما فيها البيض والخضار الى عدم وجود دعم للمواد الأولية الداخلة في الإنتاج الحيواني أو النباتي إضافة الى ارتفاع أسعار الأسمدة الذي تمّ 3 مرات متكررة خلال فترات قصيرة، إضافة الى ارتفاع أسعار حوامل الطاقة والمازوت، وارتفاع أجور النقل البنزين، والمبيدات و الأدوية البيطرية والأعلاف، جميعها أدت الى ارتفاع الأسعار، مشيراً الى أن القرارات الحكومية لها تأثير سلبي على واقع ارتفاع أسعار المواد الغذائية على صعيد المستهلك، قائلاً: طالبنا سابقاً و لانزال نطالب بأن تكون مستلزمات الإنتاج معفية من الجمارك والضرائب والرسوم
وأشار المحلل الاقتصادي الى أنه أبدى تفاؤلاً ببداية العام الجديد بأن يكون هنالك انخفاض بالأسعار إن لم نقل انخفاض أن يكون هنالك ثبات في الأسعار على الأقل، لكن للأسف في بداية العام كان التدخل الحكومي بارتفاع أسعار المواد التموينية وحوامل الطاقة والسبب هو تذبذب أسعار الصرف وارتفاع حوامل الطاقة.
وعن كيفية تدبر المواطن أمر معيشته وبالأخص الموظف أكد حبزة أن المواطن السوري اليوم ثلاث أقسام قسم يعيش على المساعدات الخارجية من المعونات التي تأتيه من أهاليه أو أولاده وأقاربه للوصول الى الحد الأدنى من المعيشة وهؤلاء لا يتجاوزوا30%، و القسم الثاني ميسور وهي فئة وضعها المادي جيد جداً ولكنها لا تمثل أكثر من 5% من المواطنين، بينما النسبة الكبرى والتي هي حوالي 60 الى 70% تعيش على الكفاف أصبح لديهم عوز صحي وغذائي وقزامة في الأطفال وعدم نشاط فكري بسبب انعدام التغذية الجيدة إضافة لانتشار الامراض والبؤس بالنسبة لهم فقد رأيت أكثر من مرة أشخاص يبكون وهم يفكرون ماذا سيطعمون أولادهم اليوم .
لا أمل
ولم ير حبزة أملاً بانخفاض الأسعار مستقبلاً وانما الموضوع نحو الارتفاع، فالتدخل الحكومي برأيه يكاد يكون معدوماً بالنسبة للمواطنين سواء من الناحية الدوائية أو الغذائية، فهنالك قلة في العرض وإن الزيادة في العرض تتم من خلال تخفيض كلف الإنتاج التي باتت مرتفعة جداً بالنسبة للأعوام السابقة.
وعما اذا كان هنالك حل مجدي لتخفيض الأسعار أكد حبزة أن الحل الوحيد يجب أن يكون عبر التدخل الحكومي من خلال تخفيض الضرائب واعفاء مستلزمات الإنتاج وخاصة المتعلقة بالزرعة من أسمدة وأعلاف وحوامل طاقة من الرسوم بشكل كامل، يجب ان يتم تثبيت سعرهم بالنسبة للحكومة أو تخفيض أسعارهم وزيادة الرواتب وهو أمر غير ممكن في ظل واقع الحكومة الحالي، إضافة الى أنه من المفترض أن يقوم التجار الميسورين بالمساهمة في سد الفجوة الاقتصادية الحاصلة.
وأضاف: نطالب بتخفيض الأسعار وليس تثبيتها فهذا أمر غير ممكن.