خط أحمر :
أحدثت الفجوة العريضة ما بين مستوى الدخول لدى المواطن ومايحتاج من اساسيات في مصروفاته بونا شاسعا ، الامر الذي فرض واقعا قسريا تجاه تغير نمط الاستهلاك عند شرائح واسعة ، فالمتابع أن الوضع يتدهور يوما بعد أخر ..وخلال هذا الشهر المبارك تزداد المصروفات الامر الذي أوقع العديد من الأسر لتغيرات شاملة واكتفت بالخبز وحده مع استثناءات قليلة ، فكيف الحال سيكون .. وكيف ستؤمن عائلة مكونة من ٦ أشخاص طعام يومهم ، ولا نفاجئ اذا سمعنا ان بعض الاسر الفقيرة تفطر على مرقة رب بندورة من نوعية رخيصة جد ويشك أنها غير صالحة للاستهلاك ..!
يعلق الخبير الاقتصادي جورج خزام على تراجع الدخل وتغير نمط الاستهلاك القسري الى جملة أسباب منها: تراجع مستوى الدخل لأرقام متدنية قياسية كأن يكون راتب شهر يساوي أجرة عمل ساعتين في اوروبا فرض على المستهلك تغيير طريقة الاستهلاك بحيث تغيرت الأولويات و الأفضليات كالتالي :
. التوقف عن شراء الكماليات
. تراجع في استهلاك الأساسيات نفسها
و هذا ما أدى لتراجع الطلب بشكل عام و معه تصفية الكثير من المشاريع الصناعية و التجارية و الزراعية و زيادة البطالة و الكساد
و معه تراجع القوة الشرائية لليرة السورية و انهيار الاقتصاد.. ليس فقط نمط الاستهلاك قد تغير و إنما نمط العمل كذلك أي التوظيف بأعمال مهنية من خارج الاختصاص العلمي بسبب الحاجة و الفقر
ويشير خزام الى إن اتساع الفجوة بين مستوى الدخل و المصروف للأساسيات هو بسبب التراجع المستمر بالقوة الشرائية للدخل مع زيادة مستمرة بالأسعار دون توقف بسبب السياسات النقدية للمصرف المركزي التي تعتمد على مبدأ التقييد
و لذلك فإن زيادة القوة الشرائية للرواتب الضعيفة من خلال رفع قيمة الليرة السورية مقابل الدولار مع تخفيض تكاليف مدخلات الإنتاج من أجل تخفيض الأسعار هو الحل الوحيد للخروج من دوامة التضخم النقدي و الفقر و البطالة و الكساد و تراجع الإنتاج و تراجع الطلب.