عندما يتراجع الإستهلاك فالتراجع حتمي بالإنتاج وارتفاع حتمي بالأسعار..

تتعدد النظريات وتتشعب حول مسألة الاستهلاك ومدى الارتباط بينه وبين الانخفاض ..
وهنا يقدم الخبير الاقتصادي جورج خزام رايا شاملا اذ يرى الخبير خزام :إن زيادة الإستهلاك هو الدافع الوحيد من أجل زيادة الطلب
و مع زيادة الطلب سوف يزداد الإنتاج
و مع زيادة الإنتاج سوف تنخفض أسعار البضائع و الدولار معاً
و ذلك بسبب زيادة العرض من البضائع مع إحداث توازن بالسوق بين كمية الأموال المتداولة بالليرة السورية مع كمية البضائع و الدولار المعروضة للبيع

و بالتالي إن تراجع الإستهلاك الذي يترافق مع تراجع الطلب سوف تكون نتيجته الحتمية تراجع الإنتاج و معه إرتفاع حتمي بأسعار البضائع و الدولار معاً.

ويوضح خزام : إن السياسة النقدية و الإقتصادية الخاطئة للإدارة الحالية للمصرف المركزي القائمة على أساس التقييد الشديد لحركة الأموال و البضائع من أجل تخفيض الطلب على الدولار هي المسؤولة عن كل الكوارث المالية للإقتصاد الوطني لأن أول أهدافها هو تخفيض الإستهلاك
و معه تراجع الطلب و تراجع الإنتاج و المزيد من إنهيار الليرة السورية و المزيد من إنهيار الإقتصاد الوطني
و هذا ما يحدث بالحقيقة في السوق
و خاصة مع إنهيار القوة الشرائية للرواتب الضعيفة

إن الوسيلة لتخفيض الإستهلاك و تخفيض الطلب على الدولار كانت قرار منصة تمويل المستوردات سيئة السمعة و قرار تقييد حرية سحب و نقل الأموال و قرار التشديد بالكشف عن مصدر تمويل المستوردات و قرار منع إستيراد قائمة طويلة من المستوردات الضرورية..

عندما ينخفض الطلب الداخلي على البضائع بسبب تراجع الإستهلاك فإن التصدير هو المخرج الوحيد من دوامة الكساد
و لكن مع زيادة تكاليف إستيراد المواد الأولية بسبب زيادة الضرائب و المصاريف بزيادة 35% عن دول الجوار بسبب منصة تمويل المستوردات سيئة السمعة
و بسبب إرتفاع أسعار الكهرباء و المحروقات أدى ذلك لفقدان المنتج الوطني للأسواق الخارجية
و معه الإقتراب من التضخم النقدي الجامح مع تراجع الإستهلاك و الإنتاج و تراجع الصادرات و زيادة المستوردات و التهريب..