خط أحمر – دانية الدوس:
على الرغم من كونه موسماً تجارياً للبعض لم يشبه رمضان هذا العام العام الذي قبله فقد جاء مختلفاً هذه المرة، مطاعم شبه فارغة ومحلات تغلق أبوابها باكراً بسبب قلة الزبائن “فلا هابوب ولا دابوب” كما أكد أصحابها، فازدياد الحالة الاقتصادية ازدراءً دفع البعض الى الاقتصار على طبق واحد في رمضان مع غياب المقبلات وأنواع العصائر المختلفة ، في حين استغنى البعض عن فترة السحور مقتصراً على شرب الماء والخبز الحاف كما أكد الخبير الاقتصادي عابد فضلية فمنذ أكثر من 10 سنوات اضطر المستهلك الى تعديل أولويات الشراء لديه بعد ارتفاع معدل التضخم وانخفاض القوة الشرائية، مشيراً الى أن استهلاك المواطن في رمضان هذا العام سيكون في أدنى مستوياته وسيقتصر الغالبية من السوريين على الخبز والماء وبعض السلع الغذائية الرمضانية مع احتمال تقليل شراء الألبسة.
الكلام عن اجراء أي حكومي لتخفيض الأسعار من خلال الضغط ـو زيادة الرقابة هو اجراء روتيني لا أكثر ولا أقل، ولن يكون لديه أي أثر على أرض الواقع، كما أكد فضلية ولكن يمكن خفض أسعار بعض أنواع السلع الأخرى غير الغذائية كالألبسة والأحذية الشتوية والمعلبات والمواد الأخرى محدودة ومحددة الصلاحية ، حيث يمكن لمنتجيها أو بائعيها أن يستغل مناسبة ازدياد الطلب عليها وهذا من مصلحة أصحابها في إيجاد سوق لتصريفها.
وأكد الباحث الاقتصادي أن تخفيض الأسعار بنسية بسيطة عن السوق الذي يحصل في المزارات والخيم الرمضانية حالياً لا يعد تخفيضاً للأسعار، وانما تنخفض الأسعار نتيجة أن البيع يتم من قبل المنتج أو تاجر نصف الجملة بدون حلقات وساطة من جهة ولأن البعض يقبل بالربح الأقل في حال قام ببيع كميات كبيرة أثناء فترة البازار أو المهرجان.
ولم يذكر فضلية أي رقم لمدى احتياج الأسرة حالياً من نفقة لتأمين وجبة السحور والفطور لكنه أكد أنه من الواضح أننا سنشهد الكثير من حالات القلة المعيشية والاستهلاكية على أرض الواقع نظراً لانخفاض القوة الشرائية للدخل الحقيقي لأصحاب الدخل المحدود في كلا القطاعين العام والخاص وأصحاب الدخل الحر وحتى أصحاب الدخول التي تعتبر عالية في حال عدم وجود تضخم وانفلات في الأسعار.
انخفاض في كتلة الجسم
بعض الأصناف الغذائية باتت محرمة على بعض السوريين لاسيما مع ارتفاع أسعارها غير المتناسب مع الدخل فبات شراء اللحم بانواعه شهوة ينتظره المواطن من غني يريد دفع زكاة ماله أو متنفذ يتحنن على أولاده، على الرغم من ضرورة تناولها لجسم الانسان حيث أن قلة تناولها يؤدي الى انخفاض في كتلة الجسم لما للحوم من أهمية في الحفاظ على الكتلة العضلية ومد الجسم ببعض المواد الرئيسية الضرورية له، كما اكد الطبيب اختصاصي التغذية
لكن على الطرف الآخر اكد اختصاصي التغذية سمير لبواني وجود العديد من الدراسات التي تؤكد أن النباتيين يتمتعون بعمر أطول وبأمراض منخفضة عن ذويهم اللحوميين، مشيراً الى انه يمكن للشخص تعويض النقص البروتيني الموجود في اللحوم عن طريق تناول البقوليات والاسماك والبطاطا الحلوة والتعرض لأشعة الشمس في حين أن التوقف عن تناول منتجات الألبان والأجبان من الممكن ان يحدث مشاكل كبيرة في الجسم منها اضعاف العظام واضطرابات في الجهاز الهضمي وتأثيرات سلبية في ضغط الدم ومشاكل في الجهاز المناعي ووفقدان الطاقة والكسل والخمول..!