صالات السورية للتجارة تفرز المجتمع وتذل الفقراء بالخضار البايتة

خاص- خط أحمر :

عند زيارتك لصالات السورية للتجارة تجد أن الكثير منها أوجد طاولات عرض أمام الصالات لبيع الفقراء الخضار البايتة، والفواكه المتعفنة، والمتبقية عن طبقة الأثرياء والمقتدرين في البلد..!

الفقراء وهم نسبة كبيرة جداً في سورية، وغالبيتهم كانوا من أسياد المجتمع إلا أن الراتب التقاعدي غدر بهم، ولم يعد يكفيهم ثمن أدوية، فكانت هذه الخضار البايتة هي مقصدهم حتى يستطيعوا العيش يوم بيوم .

وصالات السورية للتجارة كرست هذا الفرز الطبقي المقيت، حيث تدخل إلى صالة برج تالا في المزة تجد ما لذ وطاب، وبأسعار فلكية، وعلى باب الصالة تجد الفقراء في أبشع مشهد يمر على سورية ويخالف القانون والدستور يبحثون عن حبة بطاطا صالحة بنسبة 50 بالمئة، أو حبة بندورة يمكن استخدامها في الطبخ، أو حبة تفاح يمكن إقناع العائلة بإدخال الفواكه للمنزل . !

صالات السورية للتجارة التي أوجدت من أجل التدخل الإيجابي في الأسواق، وقيادة الأسواق نحو السعر الحقيقي، تحولت نحو الاستثمار الذهبي لبعض النافذين، وتقود الأسواق نحو ارتفاع الأسعار، وتسابق التجار في رفع الأسعار وادارتها تتماهى وتغض الطرف عما يجري من أخطاء ..!!

وفي حال أن هذه الصالات تخلت عن دورها الإيجابي في الأسواق وتم تأجيرها بتراب المصاري وفق الأسعار الرائجة اليوم، لماذا تسمح الحكومة بتكريس هذا المشهد (الفرز الطبقي) وذل المواطن، وإحداث الفروق الطبقية في بقعة واحدة، والسماح ببيع الفواكه المتعفنة والخضار المتيبسة للفقراء. ؟!

ولماذا لم تقوم هذه الصالات ببيع هذه الخضار التي مضى عدة ساعات على عرضها وبيعها بسعر درجة ثانية ضمن الصالة الواحدة، وفي الحد الأدنى تحافظ على كرامة من يبحث عن لقمة يومه . !

قيام صالات السورية للتجارة بهذا الفرز الطبقي الفاقع وغير الأخلاقي يجب أن يتوقف فورا، وأن يتم إلزام هذه الصالات بيع الخضار والفواكه ضمن الصالة بسعرين فقط طازج ومضى على عرضه 24 ساعة، وبسعر نصف الطازج، ومنع بيع الخضار المتعفنة تحت أي ظرف كان لأن الأمر استغلال كبير وفاضح لحاجة الناس.

طبعا هذا المشهد تجده في غالبية الصالات وخاصة في المناطق الراقية، وعلى الحكومة أن تعيد النظر جدا في واقع هذه الصالات، ومبالغ استثمارها وسبب وجودها والعائد من وجود هذه الصالات في أفخم المناطق في سورية والتوقف عن سلوك فرز المجتمع وذل الفقراء ..!