خاص- خط أحمر :
بدأ في جامعة دمشق منذ بداية الشهر الماضي مؤتمرات علمية ثقافية اجتماعية اقتصادية بحثية على درجة عالية من الأهمية ولكن للأسف غيبت هذه الأنشطة عن وسائل الإعلام والبروظة خطفت أهميتها.
الأمر الأكثر غرابة أن تكون وسائل الإعلام منشغلة بالتغطية عند الافتتاح الرسمي وإلزام الطلاب بالحضور عند الافتتاح الرسمي للأنشطة من أجل البروظة وغياب الطلاب في أهم محاضرات بحثية وأكاديمية يحاضر فيها كبار الأساتذة من أعرق الجامعات العربية ويقدم أعتق أساتذة الاقتصاد أهم الأوراق البحثية بحضور خجول .
صحيح أن الطلاب وخاصة الدراسات العليا منشغلون بالعمل خارج دراستهم من أجل تأمين مصاريف الدراسة الجامعية، والجامعة لا حول ولا قوة قامت بواجبها، ودعت كبار الاساتذة الذين حضروا بأبحاث علمية قيمة، وطرق بحث علمي جديدة، ولكن للأسف الحضور كان على عدد أصابع اليد، وهذا جدا محزن كون نحن في سورية منذ 14 سنة ولا يوجد مشاركات خارجية للكوادر التعليمية في المنتديات والملتقيات العلمية العربية والعالمية، وقامت الجامعة باستقدام قامات علمية وخسرت عليها ما خسرته من إقامة ومصاريف وأجور بالعملة الصعبة ولا أحد يحضر من أجل الفائدة، ولم تفطن الجامعة أيضا لبث هذه الأبحاث على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي من أجل أن تعم الفائدة للطلاب في المحافظات الأخرى والأساتذة الراغبين بالاطلاع على الأبحاث العلمية.
الأمر الآخر هو دعوة أساتذة من جامعات عربية وأجنبية وتجاهل خبراء وباحثين سوريين على درجة عالية من الأهمية في دول غربية، ولديهم بصمات كبيرة، ويدرسون في أرقى الجامعات، والكثير منهم مهتم ولديه الرغة لتقديم خبرته لجامعة دمشق وينتظر أي دعوة وتم تجاهلهم.
الشيء المقيت الآخر هو غياب وسائل الإعلام عن هذه الأحداث، كما غابت عن حدث اقتصادي كبير تم خلاله طرح 5 أوراق علمية اقتصادية تتعلق بالأزمة السورية غابت أيضا وسائل الإعلام وكأنها غير معنية بهذا الحراك أو القائمين على الإعلام لم تصل إليهم بعد نتائج وأهمية هذا الحراك الذي يبنى عليه من خلال تسليط الضوء على مناقشة واقع سوري معقد وأزمة اقتصادية مركبة .
وللأسف لا يزال العديد من وسائل الإعلام تعتبر الحدث وجود المسؤول الرسمي وتسارع لالتقاط الصور ويتصدر نشرات الأخبار ويغيب الحدث الأساسي والنقاش الفعلي الذي يجب أن يسلط الضوء عليه ونحن بأمس الحاجة له في هذه الفترة .
القائمون على هذه الاعمال لا يملون من التصوير والكميرات ويعتقدون أنه مجرد الإعلان عن الحدث هو الإنجاز متناسين أن اظهار الحراك الثقافي والعلمي ووجهات النظر والحلول المقترحة والأوراق العلمية يرفع من شأنهم أكثر من تصريحات عن أهمية الورشة لثواني بلا قيمة .
الشيء المحزن أن الأزمة في البلد خلال 14 عاما لم نتعلم خلالها أن البروظة في الإعلام لا تثمن ولا تغن، ولا ترفع من شأن الوزارات كما يرفع من شأنها فكرة ومقترح لحل أزمة مستعصية من خبير أو أكاديمي.