صحيح البيع بأسعار قليلة يحقق معادلة الرضا عند المستهلك ،لكن يلحق الخسائر بالمنتج والفلاح، فعندما يبيع البندورة مثلا أو الكرز بأقل من تكاليف إنتاجها المرتفع ،فهذا يؤكد انه واقع بخسارة كبيرة وتراكم الاعباء ،ومحرضا لكي يمتنع عن الزراعة أو يقلل من زراعته..
هنا كتب الخبير الاقتصادي جورجخزام الآتي : (( خلي الشعب يطعمي بعضه ))..
إن رخص و إنخفاض أسعار بعض الخضار و الفواكه لأقل من تكاليف الإنتاج ليس دليل تعافي إقتصادي
و لا يعتبر ولا بأي شكل من الأشكال زيادة بالقوة الشرائية للرواتب و الليرة السورية، و إنما يعني بأن هنالك مزارع سوف يجوع مع عائلته عندما باع محصوله بأقل من تكاليف الإنتاج..
من أسبوع قمت بشراء صندوق بندورة من النوع الجيد بسعر 1,000 ليرة للكيلو
و اليوم وصل سعر كيلو الكرز بالمفرق إلى 7,000 ليرة
ذلك يعني :
_ فشل ذريع بالسياسات التي تضعها اللجنة الإقتصادية لتسويق الإنتاج الزراعي من ناحية فتح و إغلاق أبواب التصدير بعد أن وضع المزارع كل ثقته بأن هنالك طلب على منتجاته _ إن هنالك إرتفاع قريب بالأسعار بسبب تراجع قريب بالإنتاج بعد أن تراجع عدد المزارعين بسبب الخسائر
_ عدم وجود تشجيع للصناعات الزراعية التي تؤدي لتسويق المنتجات الزراعية المصنعة _ هجرة الأرض و زيادة البطالة و زيادة التصحر
إن المزارع السوري لا يعاني من تراجع الإنتاج و إنما يعاني من إرتفاع تكاليف الإنتاج بسبب منصة تمويل المستوردات سيئة السمعة و الذي يترافق مع تراجع الطلب
بالإضافة لعدم قدرة المزارع على توقع حجم الطلب المستقبلي على منتجاته ليقوم بالزراعة بناءاً عليها و السبب هو إغلاق أبواب التصدير من قبل اللجنة الإقتصادية لتطبيق مبدأ هدام جداً و هو خلي الشعب يطعمي بعضه و لو كانت النتيجة أن يجوع الفلاح مع عائلته و يقع بالخسائر.