القمح .. القمح .. نعمة النعم

كتب: صابر أبو شقرة

عندنا في قريتنا الصغيرة الفقيرة مخبز لصاحبه (مؤنس النجاد ) حالته المادية مستوره والحمد لله يوزع بين الفينة والأخرى خبزه لكل من يقصد هذا الفرن مجاناً يعاونه بذلك مغتربو القرية الكرماء .
وهو لا يدخل بحسابه تكاليف إنتاج هذا الخبز مطلقاً عندما يقرر توزيعه مجاناً كما تجار هذا البلد المبتلي بالفساد والاحتكار أما مقدار الخبز الموزع مجاناً فيتجاوز الأربعة أطنان في كل وجبه مجانية ولا يدعي أنه غني ومشغول بالهم الوطني ..!!
و مؤخراً تم تسعير كيلو القمح المورد من المزارع بـ٢٨٠٠ ليره سورية أي بسعر غير مرضي ومناسب، حيث لا يكاد يغطي تكاليف الإنتاج المرهقه تاركاً للفلاح حرية بيع انتاجه من القمح لكل من يدفع أكثر رغم معرفة من يسعر…! وبأن البلد يئن تحت الحصار والعقوبات والاحتلالات والارهاب و.. و .. و..
وقد يقول أحدنا المقارنة غير صحيحة .. نعم هذا غير صحيح، ولكن ألا نعلم جميعنا أن تسعيرة القمح الحالية ظالمة للمنتج الذي لا يستطيع تهريب إنتاجه وأن التسعيرة الحاليه تفتح الشهية للتهريب وتزايد عدد المهربين وازدياد معاناة السوريين ..؟؟!
لا أقارن بين صاحب فرن بقريه صغيرة وهيئات رسمية مسؤولة عن إطعام شعبها خبز وخبز حاف حيث الأحوال المادية صعبة على 95 بالمئة من الناس التي صارت تحت خط الفقر ..!!.
حكومتنا … القمح .. هذا المحصول الاستراتيجي الذي حمى سورية من الانحناء لكل عواصف الغرب العاتية بعهد القائد الخالد يلزمه الاهتمام الأكبر والتشجيع وليس فتح باب تهريبه بدءاً من الحسكة وحتى درعا .. متمنين لكم التوفيق ومراجعة قرار التسعير الحالي ولندعم رغيف الخبز الذي يعيش عليه وربما عليه فقط معظم أفراد الشعب السوري الغلبان .