خط أحمر:
لم يمض على اجتماع الحكومة مع اتحاد غرف التجارة السورية سوى يومين تم وقتها تدارس واقع الأسعار والدعوة لاتخاذ مايلزم من أجل لجم سعر الصرف الآخذ بالارتفاع، ومايرتب من نتائج كارثية على الأسواق وأسعار ومعيشة المواطن ..جاءت النتائج كالعادة عكسية صعوداً جديداً حيث زاد سعر الصرف اليوم بمقدار ٣٠٠ ليرة سورية دفعة واحدة ليسجل رقماً جديداً عند ٨١٠٠ ليرة، هذا مؤشر اقتصادي خطير ، ويبدو أن ارتفاعاته ستتوالى في ظل تلك القفزات الكبيرة ، ولا يؤشر ذلك إلا ان اجتماع الحكومة ووعودها لم يأتيا باي نتيجة ..
متابعون أكدوا أن التبعات ستكون سيئة على الاسواق حيث سيعمد التجار والباعة إلى بيع سلعهم وموادهم بأسعار جديدة ، فهم يسعرون حسب أي تحرك في حركة الصرف صعوداً فقط ، بمعنى عبء جديد سيدفعه المواطن .
إن لجأنا إلى دراسة الوضع الذي نعيشه اليوم بكل موضوعية، وبتجرد وأمانة، سوف نكتشف أن كثيراً مما نعانيه هو من صنع أيدينا، خصوصا أننا أضعنا الكثير من الفرص، ولم نستطع أن نحول التحديات إلى فرص حقيقية، بل أسهمنا في صناعة مزيد من التحديات والعراقيل أسهمت في أن تزيد الوضع سوءا.
في المشهد الذي تسيّد خلال السنوات الأخيرة، انقسمنا إلى حكومات بطيئة عاجزة عن الفعل، ومواطن سلبي لم يعد يرى أي ضوء في نهاية النفق.
الحكومة تطلق الوعود ولم تنفذ أياً منها وأحياناً هناك تناقض صارخ ، في اجتماعات العمال أكدت أن زيادة الأجور والرواتب صعب حيث إن الإمكانات لا تسمح، البارحة بيانها خلال جلستها الأسبوعية عادت وسوقت كلاماً جديداً بأنها تعمل على تحسين كل مايلزم لدعم الطبقة العاملة والأنتاج..! وباجتماعها النوعي ماذا كانت النتيجة ..؟ زيادة وقفزة خطيرة وها هو المركزي يجاري السوق السوداء ولم يعد يلحق.. والسؤال : هل قفزة زيادة ٣٠٠ ليرة بيوم واحد منطقية ..أم تدل على أن خللاً في السياسة النقدية وقلة وجود مخارج تقلل من وهج وارتفاعات أسعار الصرف بشكل منطقي .!!
اليوم، هل نعلن الرضوخ والاستسلام..؟ هل ننظر إلى الخلف لندرك بأننا نحصد ما زرعناه خلال فترة غلبنا فيها لغة الخطاب على الإنجاز، وانحزنا فيها إلى الشعر والقصائد لتكون بديلاً عن الخدمة العامة، واجتهدنا في بناء تحالفات ومحسوبيات دخلنا بها في معارك جانبية على حساب المصلحة العامة التي كانت واضحة ومفرودة في العراء على الدوام. لذلك، نعاني اليوم صعوبات وتحديات تستنزف مقدراتنا، خصوصاً مع هبوط قائمة الخيارات من أمامنا.
هل نستسلم أمام هذه التحديات الكثيرة؟ لنعد ونفكر ونضع خطة للجم تغيرات كهذه لا تسبب إلا زيادة بالأعباء وفلتاناً سعرياً لايطاق ستكلف عملية تصحيحه وقتاً واعتمادات مرهقة ..!