قمة التوافق والتفاؤل

رولا عيسى :

استقطبت القمة العربية بمشاركة سورية والدول العربية الاهتمام على المستوى العربي والدولي.. كحدث تاريخي صوب المشهد العربي وأعاد البوصلة والقضايا العربية نحو الطريق الصحيح، والعمل العربي المشترك إلى دوره الطبيعي على ضوء إعلان فشل كل تدخل خارجي بشأن أي دولة عربية، فوصفت بأنها قمة التوافق .
وجاء البيان الختامي للقمة العربية ليضع النقاط على الحروف وعنون المرحلة القادمة، ولم يأت ماجاء في بيان القمة العربية من فراغ بل هو قراءة ونتيجة حتمية لما مرت به الحالة العربية من تراجع على مختلف الأصعدة عقب الحرب الإرهابية على سورية، وكذلك مافتح من بؤر إرهاب وحروب تحت عناوين سوداوية في مضمونها براقة في شكلها “الربيع العربي” حيث أضاعت تلك العناوين الشكل العقلاني للعمل العربي المشترك وأبعدت العرب عن قضاياهم المصيرية .
والتجربة أثبتت أن كل ماحدث في المنطقة العربية خلال أكثر من عشر سنوات أخذ بالشارع العربي إلى الفوضى والدمار حتى على مستوى بنية المجتمع والأسرة، ولم يكن سوى تجسيد للمشروع الأميركي الذي أطلقته قبل سنوات طويلة كوندليزا رايس حين تحدثت عن مشروع الشرق الأوسط الجديد تحت عنوان الفوضى البناءة وهو ما أثبت أنه مشروع فاشل أشعل المنطقة وتسبب في الخراب.
اليوم تلمسنا في بيان القمة العربية وفي الحضور السوري إعادة التوازن للعمل العربي وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد” ومن يقع في القلب لا يقبع في الحضن، وسورية قلب العروبة وفي قلبها”، فجاءت كلمة الرئيس الأسد توصيف دقيق للواقع وبرنامج عمل لإعادة ترتيب أولويات القضايا العربية المشتركة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي كانت ومازالت القضية المحورية بالنسبة لسورية.
نعم تركت القمة العربية في جدة ارتياحاً كبيراً وطمأنت الشارع العربي الذي يعني له الكثير وجود سورية في القمة العربية، ويعول على ماجرى من مصافحات عربية بأن تكون بداية لحلول قادمة، وهذا ما زاد من التفاؤل بأن القادم أفضل.