خط أحمر :
انتهت قمة جدة بأحداثها وحضورها العربي والسوري الملفت الذي كان محل اهتمام كبير، جاء بيانها قوياً وشاملاً يتضمن دلالات ومؤشرات تحمل تطلعات ونوايا خيرة إذا تم تنفيذها مع قادم الأيام.. هل سيقدر العرب على السير للأمام نصب تحقيق أهداف تحقق التعاون والتشارك ورفع من مستويات أن يكون لهم قرار مستقل يحتل مكانة وثقلاً في الشرق الأوسط ، تكون لهم مشاريهم ومشاربهم المشتركة ، وقنوات قوة مشتركة تعزز من مكانتهم السياسية واقتصاديا على شعوبهم وبلدانهم؟. السعودية لديها تطلعات ربما تلتقي مع أحلام وأهداف معظم الدول العربية وشعوبها، إذا لم تكن هي من يرسم وسينفذ، من باب ما تحتله من وزن اقتصادي فاعل في الأسواق الدولية وقوة اقتصادية ضخمة، وهي ميزة يجب أن تلتقي حولها كل المصالح والرغبات العربية لتحقيق مشاريعهم الاقتصادية ..
لا يخفى لأي متابع أن قمة جدة ركزت على الجانب الاقتصادي وأن مستقبل المنطقة والشعوب العربية يحتم وضع رؤى تختلف عم سبق وتهيىء لبناء أساسات لتفاهمات ترتقي لأعلى الدرجات، منطلقة من احتياجات شعب كل بلد ، ومايتوفر في كل قطر من مقومات وإمكانات تفتح باباً للتشارك والتعاون وتسد قسماً من احتياجات البلدان الأخرى .
مؤشرات عديدة نتجت عن قمة جدة ليس فقط في مدى تحولات التقارب على الجبهة السياسية، بل الرغبة الحقيقية عند كل البلدان العربية على التجديد والتغيير لمسارات سابقة لم تحقق لهم سوى التموضع خلف فلسفات لم تعد تتناسب و متغيرات العصر العاصفة .
مضامين وقواسم مشتركة نابعة من ظروف متغيرة لابد من استغلالها، ومن شأنها توحيد الصف لخلق تكامل اقتصادي عربي، بما يتناسب مع ميزات كل بلد، وضرورة ربط المضامين بمؤشرات أداء واضحة وبخطط وبرامج واضحة قابلة للتطبيق على أرض الواقع وبما يعود بالفائدة والنفع على أرض الواقع العربي .
سورية عند مواقفها ومبادئها العربية الثابتة، ملتزمة بالحقوق العربية كافة، وتتطلع باستمرار إلى كل مشروع عربي يعود نفعاً على الشعوب العربية، وترحب بأي قوة وتكتل عربي يحقق التطلعات والمضامين التي تحاول كل بلد بلورتها .. هي مؤمنة بضرورة أن يكون الصوت العربي عالياً ومسلحاً بمرتكزات اقتصادية متينة وثقل سياسي ورؤى تعبر عن هيبة وقوة الكلام السياسي العربي تحت مظلة الجامعة في المحافل الدولية بأن يحسب حساب للشعوب العربية في كل المحافل الدولية .
سورية لديها مقومات استثمارية خصبة وبيئة جاذبة مع مرونة تستقطب رجال الأعمال الراغبين بالاستثمار وفتح جبهات عمل، ومع عودتها لتكون دولة فاعلة ضمن النسيج العربي، تتطلع لفتح قنوات تعاون وعمل حقيقية على الصعد الاقتصادية والاستثمارية ضمن سياقات عربية شاملة.
هل ستحقق مخرجات القمة على حيز الوجود.. ؟ أم ستبقى في إطار الأحلام..؟!