سر ربح وخسارة الشركات

خط أحمر :

في أوقات عند قراءة المؤشرات الإنتاجية وأرقام الربح والخسارة لدى بعض شركاتنا ومؤسساتنا الإنتاجية والاقتصادية يستدعيك مدى التفاوت والاختلاف بين ارقام الربح والخسارة بين هذه المنشأة وتلك, والغرابة هنا تكونا هاتين الشركتين تتبعان لإدارة واحدة ومقومات العمل فيمها ذاتها ومتشابهة من ناحية المواد الأولية والتجهيزات وكبيعة العمل والنشاط الممارس !!
فما هو  السر بين منشأة تربح وأخرى نفس النشاط والهدف تخسر ..؟ ما تم تقديمه للرابحة نفسه تم إعطاؤه للخاسرة ..فماذا حققت إحداهن الربح بينما الثانية وقعت في مستنقع الخسارة ..؟
وربما تتشارك الرؤية مع شركات صناعية أيضا ,ولكن هنا قد يأتي الربح والخسارة على درجات متفاوتة, أي شركات رابحة وأخرى خاسرة ومخسرة, وترى الرابحة تحقق أرقاماً متفاوتة ومختلفة بين عام وآخر .
هنا يمكن القول: إن تلك المؤشرات ترتبط بالعلاقة بنوعية الإدارات وتسحب البساط من تحت تلك الإدارات الفاشلة التي لم تستطع أن تحقق أرباحاً أو أنها حققت خسائر , من قطاع لقطاع آخر ربما تختلف درجة المسؤولية , ولكن القطاع نفسه منتج ومتخصص بنوعية إنتاجية واحدة , ومقومات ومستلزمات ومدخلات الإنتاج ذاتها , فلماذا الوقوع في الخسارة يا ترى ..؟
إدارات تتفنن في إطلاق رؤاها بحكاياها حول الظروف المحيطة غير المشجعة على الارتقاء بالأنشطة والأوضاع الاقتصادية الصعبة , وتتناسى تلك الإدارات أن الشركات الخاسرة تعمل في نفس السوق الذي تعمل فيه الشركات الرابحة وتتأثر بنفس الظروف إيجاباً وسلباً , فلماذا تخسر في الوقت الذي تحقق فيه شركات مماثلة أرباحاً مجزية؟.
لا أحد ينكر أهمية الظروف المحيطة غير المواتية أو حالة الانكماش الاقتصادي وانخفاض نسبة النمو كعوامل ضاغطة, ولكن أعتقد أن العامل الأول والأهم هو حسن الإدارة وقدرتها على التكيف مع الظروف والسيطرة عليها بدلاً من الاستسلام لها .
ينسب البعض النتائج السلبية ببعض الشركات إلى الفساد وهو العلة الجاهزة , ومع أن الفساد قد يلعب دوراً , لكن الحقيقة أن هناك قدراً كبيراً من سوء الإدارة يصل إلى مستوى الفساد من حيث النتيجة, ورغم ذلك ترى أن الإدارات السيئة بمؤشراتها وتقصيرها في ابتكار أي شيء يصب في خانة ومصلحة تنشيط العمل والنتيجة قابعة على كرسي الوجاهة وربما تسرق وتخرب .!متى يحن الوقع للمحاسبة الجدية لإدارات لم تكن على المستوى المأمول مطلقاً ..؟ لا تصلح سوى بالإقصاء والابعاد والمحاسبة أيضاً !!