خط أحمر :
تُهنا في الطرقات وضاعت الأحلام والأماني، ذهبت مع ذهاب أعمارنا وفشلنا في تحقيق كل ما كنا نخطط له , بل زادت الحياة قسوتها عندما تفرقنا عن أحبتنا وأولادنا وضاعت البوصلة.
ليست الشواخص وحدها من يدلك على المسير أو تنبهك لما أنت ذاهب اليه ، المتناثرات من الأمكنة والأشياء على جنبات الطرق تخبرك أيضاَ بقصص صامتة ،كتبها أصحابها بالغياب، بحكايا مبتورة قتلتها مرارة الأيام، بأحلام قطعها رذاذ الواقع البارد ،بمشاريع لم تكتمل .. كان لدى كل واحد منا حلمه ومشروعه الذي كان يريده , ولكن يبدو أن الخيال شيء من الصعب تحقيقه , كل شخص لديه قصة ومعاناة وربما ألم لم يندمل طوال عمره .
هي دعوة ليتأمل كل واحد مقدار ما كان يطمح , وماذا جنى وكيف صار ..؟ في نوازعنا ودواخلنا كان الأمل كبيراً، كان الطموح يدفعنا لنكون في المقدمة , سواء في العمل أو كسب الرزق أو في مستوى العلاقات وغيرها , اليوم لا يحرص الجميع سوى كيف أغطي مصاريفي , فصار السكون والسكوت ديدننا , وعدم تحريك سفينة الآمال الأفضل ,بعد أن هجرها الربان وقفز ,و غزا اليأس كل شيء .!
أكثر ما يحزنني ويوجع قلبي تلك المشاريع التي لم تكتمل، ولا أقصد تلك من حجر وأسمنت فقط ,أقصد كل شيء حتى الأمل في صدر شاب فاق على هول ماحصل ، أقصد رب أسرة حرمته الظروف والمعيشة ضم ابنه, أقصد ذلك الشخص الذي ربما خسر تجارته أو ربما طرد من عمله أو ربما أفلس أو ربما صار عنده أولاد في الجامعة أو ربما رحل عن الدنيا بغتة قبل أن يكتمل حلمه…يحزنني أيضاَ أن أرى منشاة أو مطعماً أو مكاناً مغلق الأبواب ومكتوب عليه” للبيع” .!
كل منّا لديه مشروع لم يكتمل ، يتفاوت فيه الوجع والغصة من شخص لآخر ، ويتناسب طردياً مع وردية الحلم وكبر حجمه وحبال الآمال المعلّقة به مع حجم وأثر وقوع الخيبة..
ليس أبلغ من عبارة يا “هملالي ” لقد حول جل مجتمعنا إلى نفاق وكذب , نفاق وتزلف رخيص مكشوف ووضيع , يا حسافة على ما وصلنا إليه من تغير طباعنا وعاداتنا وضاعت قيمنا كما مشاريعنا التي كانت بالأمس تدغدغنا , تهانينا لبعض مسؤولينا البارعين في تقديم المسوغات والخطط الرنانة بلا جدوى , تابعوا خطاباتكم على مسارح كبيرة من الوجع والأنين ,فقد ضاعت الأحلام وضاعت المشاريع . !!