بعد تلميحات تقليص الدعم.. السورية للتجارة أمام تعزيز وتوسيع حضورها وتدخلها

خاص – خط أحمر

مع ارتفاع الأسعار وما يتردد في مختلف الأوساط من تلميحات رفع الدعم الذي بات عبئاً ثقيلاً تتحمله الدولة من جهة ومتنفساً مهماً للمتاجرين وضعاف النفوس من جهة أخرى،وهنا ربما تتجه المجريات لتأخذ أشكالاً جديدة من الدعم، وضمن هذا الاطار يجب أن يبرز دور المؤسسة السورية للتجارة التي ازداد دورها خلال السنوات الأخيرة واستقطبت شريحة واسعة من المواطنين لتكون إحدى وسائل الحصول على مختلف حاجات الأسرة اليومية من مكان واحد.
و تمكنت السورية للتجارة من تطوير أدائها وعمليات البيع ضمنها لتتم بكل يسر وسهولة وعلى نحو يضاهي اكبر المولات من خلال البيع المؤتمت في أغلب صالاتها وبذلك لامجال للعبث في سعر المادة، و
لا أحد يستطيع أن ينكر أن المؤسسة السورية للتجارة تمكنت مرات عديدة من التدخل في طرح مواد ارتفعت أسعارها في الأسواق على نحو بعيد من القدرة الشرائية للمواطن ومثال على ذلك طرح اللحوم بأنواعها البيضاء والحمراء بأسعار أقل من السوق بنسبة جيدة وماتشهده صالات اللحوم من ازدحام كبير هو مؤشر ودليل على ماتقوم به من دور في هذا المجال، ناهيك عن استجرار المحاصيل الزراعية من الفلاحين ومنها الحمضيات والتفاح ومختلف أنواع الفواكه والخضار وطرحها بشكل مباشر في صالاتها دون تدخل الحلقات الوسيطة، وهذا يعني تدخل مزدوج..الأول تصريف منتجات الفلاحين بأسعار جيدة والثاني:ايصالها للمستهلك بسعر التكلفة.
وأيضاً برز دور صالات ومنافذ بيع السورية للتجارة في توزيع المواد المدعومة من قبل الدولة عبر البطاقة الالكترونية ومنها المواد المقننة الرز والسكر والخبز والزيت والبرغل والحمص والمتة والمياه، لتكون طريقة مهمة في تحقيق معادلة التدخل الإيجابي ضمن إمكانيات محدودة وصعوبات أمام عملها كمؤسسة ذات طابع اقتصادي فالعقوبات والحصار لاتسمح لها بالاستيراد المباشر .
َوإلى جانب دور المؤسسة السورية للتجارة بالتدخل الإيجابي وتوفير المواد كان لها دورها على صعيد منح القروض لذوي الدخل المحدود، ومنها ماكان دون فوائد كقرض القرطاسية والمستلزمات المدرسية والسجاد والأدوات الكهربائية والمواد الغذائية في شهر رمضان وكذلك الطاقة الشمسية بالتوازي مع العديد من المعارض التي تقام مع قدوم الشتاء ورمضان وقبل الأعياد والمشاركة في
مختلف المعارض ومنها صنع في سورية.
مع كل ماذكرناه لاشك أن المؤسسة السورية للتجارة بات لها حضورها في السوق وتشكل منافساً حقيقياً لجهة توفير المواد وأسعارها المعتدلة ومواصفاتها الجيدة و تواجدت على الأرض ولها زبائنها بدليل مايحصل من ازدحام على الصالات، لكنها تحتاج لمزيد من تطوير الأداء وتحقيق المنافسة الفعلية مع الأسواق من خلال الاطلاع على الأسعار الرائجة والبيع بأقل منها فهي الأقدر على تحمل مسؤلياتها تجاه المواطن.
وهنا أصبح من الضروري في ظل مايحصل من ارتفاع وتباين في الأسعار العمل على تعزيز دور المؤسسة السورية للتجارة كمؤسسة كبيرة ، وذلك من خلال التوسع الأفقي في عدد الصالات وافتتاح منافذ بيع جديدة وأسواق شعبية لتغطي أكبر مساحة جغرافية، ولتشمل خدماتها مختلف المناطق واكبر شريحة من المواطنين، وتعزيز مخزونها من المواد الغذائية وقدرتها على الاستيراد المباشر، والتوسع على صعيد الخزن والتبريد، وكذلك التصنيع ومثال على ذلك منشأة عشتار التابعة لها و تنتج من خلالها عدة أنواع من الكونسروة، إضافة لرفدها بمايلزم لتتمكن من توفير كميات كبيرة من المواد تغطي حاجة المواطنين وتستطيع من خلالها المنافسة على صعيد السعر والنوعية في إطار تحقيق معادلة التدخل الإيجابي، وزيادة كوادرها واسطول النقل، وتزويدها بكادر يملك الخبرة والتجربة في عمليات البيع والتسويق.