خط أحمر :
افتتحت وزيرة الثقافة د.لبانة مشوّح و وزير السياحة محمد رامي مرتيني اليوم المؤتمر الدولي لبحث آخر نتائج الأبحاث الأثرية السورية وتداعيات الزلزال” الذي تقيمه وزارة الثقافة- المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع وزارة السياحة في القاعة الشامية ضمن المتحف الوطني بدمشق بحضور عدد من علماء الآثار الأجانب.
ورحبت الوزيرة مشوح بالحضور من أساتذة وطلاب ومنقبين مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تنظم فيها المديرية العامة للآثار والمتاحف مثل هذه المؤتمرات التي تتيح للبعثات الأثرية العاملة في سورية عرض أعمالها وما توصلت إليه، وتبادل الرأي في أمور تعود بالفائدة العلمية والخبرة العملية على المشاركين، وتضيف جديداً إلى معارفنا عن الإنسان السوري الذي سكن على هذه الأرض وجعلها مصدر إشعاع حضاري عمراني وفني و بنى المدن، واخترع الأبجدية، وأنبت الزرع، وابتكر أساليب الري والتصريف.رفع الحصون والقلاع والمعابد، وكان جسر تعارف وسلام بين الشعوب.
وأكدت أهمية الحضور الكبير للمؤتمر الذي عاد ليعقد لأول مرة منذ بداية الحرب الإرهابية الشرسة على وطننا، و يشارك فيه هذا العدد المهم من الشخصيات العلمية والبعثات الأثرية الأجنبية التي تعمل في سورية، فبعضها لم يغادر في أحلك وأصعب الظروف التي مرت على سورية ، وأصر على الاستمرار في البحث وفي تأهيل الكوادر والطلاب (كالبعثة الهنغارية التي تابعت أعمالها في قلعتي الحصن والمرقب، وبعضها الآخر عاد إليها عام 2019.
تابعت الوزيرة مشوح هناك خمس بعثات إيطالية تعمل في عدد من التلال (تل إيبلا وطوقان، وفرزت ريف دمشق، وعمريت، وتل الكزل كركوس… وإننا إذ نرحب بكل جهد شريف مخلص يقدَّم لنا لمساعدتنا في تأهيل كوادرنا والكشف عن كنوزنا الحضارية، ندرك الضغوط التي مورست على الكثيرين من محبي سورية والعقبات التي حالت دون تواجدهم فيها لمشاركتنا الدفاع عن تراثها الإنساني العظيم.
وبينت مشوح أن العقبات ما تزال قائمة، والضغوط ما تزال تمارس وبمختلف الأشكال، لكن هذا التواجد الذي يتزامن وبداية مرحلة التعافي هو دليلُ رغبتكم، أفراداً علماء وباحثين ومؤسساتٍ علمية، بمدّ يد العون لسورية التي عانت من حرب فرِضت عليها، نال تراثَها ما نالَه من ويلاتها ومن تبعات حصار أحادي يريد أن يستنزف طاقاتِنا وصبرَنا، كما يستنزف خيرات وطننا، وأن يُضعِف إرادتنا، فوجودكم هنا اليوم أكبر دليل على أن سورية ليست وحيدة في سعيها لحماية تراثها، فكل غيور على الحق والحقيقة،و كل مدرك لقيمة هذا التراث الفريد في تنوعه وغناه، ولموقعه المرموق على خريطة التراث العالمي، يقف إلى جانبنا ويدعم جهودنا.
ولفتت وزيرة الثقافة إلى أن وجود المشاركين اليوم بالمؤتمر فرصةٌ لا تفوّت لتبادل الرأي، وفتح باب النقاش واسعاً حول كيفية تقديم الدعم لترميم وإعادة تأهيل المواقع الأثرية التي طالتها يد الإرهاب والعابثين تخريباً وتنقيباً جائراً،كما يتيح التعرّف على الأضرار التي لحقت بالمواقع الأثرية بسبب الزلزال، والتي ستُعرض عليكم بشكل علمي موثق، بغرض تبادل الرأي والمشورة حول أفضل الآليات لدعم سورية في أعمال الترميم.
وختمت الوزيرة كلمتها بشكر الفيلق الروسي الاستكشافي التطوعي على جهوده في دعم ترميم نبع أفقا في تدمر،وتوجهت بالشكر الأكبر للسيدة الأولى أسماء الأسد على دعمها الكبير للجهود التي تبذل في حماية تراثنا الثقافي وصونه، كونُه ركيزة أساسية من ركائز هويتنا الوطنية الجامعة متمنية الخروج بنتائج وتوصيات تُفيد في إيجاد حلول لما استعصى من مشكلات في ترميم المواقع التي تضررت بالزلزال، إضافة لأهمية ان تتوصل نتائجِ أعمال البعثات إلى إضافات حقيقية للكشف عما خَفي من عظمة التراث الثقافي السوري.
افتتاح معرض ترميم
وعلى هامش المؤتمر تم افتتاح معرض ” ترميم” على سور حديقة المتحف الوطني والذي استعرض أهم أعمال الترميم التي نفذت من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف في عدد من المباني الأثرية، وكرم عالم الآثار الإيطالي باولو ماتييه من خلال زراعة شجرة حمضيات باسمه في حديقة المتحف الوطني.