بانتظار وعود رئيس الحكومة حول واقع الرواتب !

خط أحمر :

هل سيفرح المواطن كثيراً بوعود رئيس الحكومة حول الدراسة المتكاملة المنتظرة لواقع الرواتب والأجور وتحسين الواقع المعيشي ..؟!
جميل أن تفكر الحكومة برعاياها وموظفيها وتحاول أن تخفف من معاناتهم التي وصلت حد الإفلاس والاستسلام ولدرجة من الصعب شرحها , فمع كل وعد جديد هناك ارتفاع جديد, ومع كل همسة أو معلومة ” فيسبوكية ” تجد الأثر عند الباعة والتجار الذين حولوا حياة البشر إلى كوابيس حقيقية ..!
والسؤال رغم أهمية أي زيادة على الدخول لا شك هي محل ترحيب واهتمام , ماذا ستغطي من حجوم التضخم الكبيرة التي أتت على كل شيء ..؟! أي مهما كانت الزيادة او النسبة المنتظرة ” محرزة ” مع التحفظ على كلمة محرزة ومعناها لأن الظروف صعبة ,فأنها ستلطف الجو ليس إلا , فتأثيرها لن يكون قوياً وكافياً أمام القيم وغلاء المستلزمات الأساسية وغيرها وما طرأ عليها من ارتفاعات جنونية لم يسبق لها أن تسجله من قبل ..!
تبدلت الأحوال يا سادة .. والعباد أيضا بوقت أن أحوال الحكومات لم تتبدل . .. انفقدت الثقة بالحكومات والوعود الرسمية … عجلة الاقتصاد والإنتاج ليست كما يجب , مكافحة الفساد قاصرة والإصلاحات تسير كسير السلحفاة , الواسطة والمحسوبية في ازدياد ..الصناعة عجلاته اهترت , والزراعة إذا لم يتم دعمها ستدمر والضرائب في تصاعد .. الحد الأدنى للأجور متدنية جداً … ونسب الفقر والبطالة الحكومة لا تعرف عنهما شيئاً ..سياسات التقشف على الشعب , ومسؤولوه يتنعمون ويستثنون ..
المواطن مل من كثرة الوعود , وصارت عنده أي كلام , لا نقلل من أهمية زيادة ليرة واحدة , إنما هناك مسائل أخرى يجب أن تكون مرافقة لكل عمليات التحسين للواقع المعيشي , كبح جماح التجار المتلاعبين والضرب بيد من حديد , ومكافحة حقيقية للفساد وتقليله ,ومعاقبة كل من يستغل أو يهدر ليرة واحدة من المال العام , وتأدية الخدمات للمواطن بكل يسر وسهولة ..
كيف سيقتنع المواطن أن واقعه المعيشي سيتحسن .. وهو لا يزال ينتظر الساعات الطوال كل يوم أملاً لنقلة عبر نقل داخلي أو سرفيس ” مكروع ” ..؟! كيف سيقتنع أن واقعه سيتحسن وهو ينتظر أيام الظفر بمخصصاته الأساسية دون تلاعب ..؟! كيف سيقتنع أن واقعه سيتحسن وهو يعاني فقدان الأمل بإنهاء حلقات الواسطة والفساد ..؟!
مهما تغيرت الأحوال وصعبت الحياة , فالمواطن لم تتبدل قيمه تجاه بلده الذي أحبه , فهو خياره سيبقى يزرع أرضه وينتج مهما اشتدت الظروف …