لا دواء للفقراء ..!! أثمان لا يحتملها عقل ..وآلام تنتظر الدواء

خط أحمر :

لا يكاد يمرّ يوم لا نلمسُ فيه معاناة وشكوى وأنين مرضى أتعبتم الفاقة وفقر حالهم ، بمجرد زيارة مشفى لظرف ما تحس بآلام البشر ، ومدى حاجتهم للعلاج ومنهم للحصول على علبة دواء ..!!
ناهيك عن الازدحام في الفضاء (الإلكتروني) الذي يعج بـ(فيديوهات) تظهر مرضى أو أهليهم يطلبون ويرجون المساعدة من الآخرين لجمع مبلغ من المال من أجل شراء علاج مكلف، ربما قد سمعوا عنه من أصدقاء أو شاهدوه على منصات التواصل الاجتماعي أو قام طبيب بوصفه لهم. وهذه الظاهرة لا تقتصر علينا ، وإنما هي ظاهرة نشهدها بلغات العالم كافة. لقد شهدت مجالات الطب المختلفة تطورات لافتة خلال السنوات القليلة الماضية؛ وكان التطور في مجال التكنولوجيا الحيوية والصناعات الدوائية هو الأبرز، وقد منحت هذه الفتوحات الطبية الكبيرة الأمل بالشفاء لملايين المرضى، وغيّرت من ملامح الكثير من الأمراض المستعصية وفي مقدمتها مرض السرطان؛ لكنها جلبت معها أيضاً تحديات جديدة ليست بموضع ترحيب، والتي فاقمت من حجم الهوّة بين الأغنياء والفقراء متمثلة بتضخم في التكلفة المالية الخرافية لهذه الأدوية.
فاليوم، لم يعد مستهجناً أن نجد دواءً بيولوجياً أو مناعياً تقدّر تكلفته بمئات الآلاف من الليرات؛ بل إن كثيرا من أسعار هذه الأدوية قد تخطت هذه الأرقام سواء بسبب طول مدة استخدامها من قبل المرضى أو باتباع سياسة المزاوجة بين الأدوية المختلفة والتي أصبحت (موضة) دارجة في علاج العديد من الأمراض..
هناك مرضى يبقون ايام للحصول على دواء توفره لهم هذه الوزارة أو تلك الادارة ، وقسم منهم يضطر لدفع ثمنه بالالاف الليرات مطلع كل شهر، وتتعالى اصوات المرضى وأهاليهم حيال غلاء اسعار الدواء المرهقة لجيوبهم لكن ،لا حياة لمن تنادي ..! وتعزو بعض الشركات ارتفاع أسعار الأدوية إلى الكلف العالية لعمل البحوث والدراسات التي تجرى في سبيل الحصول عليها، فنسبة الأدوية التي تجتاز مراحل التجارب السريرية كافة وتحصل على موافقة الجهات المنظمة لسوق الأدوية بالكاد تصل الى (10 %)، مما يدفع بهذه الشركات الى تحميل كلف الأدوية غير الناجحة وتواجه الأنظمة الصحية حول العالم تحديات كبرى في مواجهة ارتفاع تكاليف العلاج، وفي المقابل الحاجة الملحة للحصول على العلاج، مما يضعف إمكانية الوصول إلى العلاجات المبتكرة ويكون له آثار سلبية تؤثر على جودة الرعاية الصحية، وتتجلى هذه التحديات بصورة أكثر وضوحاً لدى الدول الصغيرة والفقيرة التي لا تملك أسواقاً مزدهرة ولا تملك القدرة على توفير القوة التفاوضية مع شركات الأدوية.
شركات الدواء استغلت الظروف الاقتصادية الصعبة للعباد، فأقل وصفة دواء من دكتور اليوم تكلف ٥٠ ألف ليرة بالمتوسط ،فكيف حال ادوية مرضى الامراض المستوطنة والخطيرة ..؟! وصارت تعزف على وتر الحاجة الماسة لتوافر المواد الاولية وغلاءها في الأسواق العالمية مما تضطر هذه الشركات توريدها بأثمان باهظة ،وبدورها ستقلص فوارقها من رقبة المرضى ، أن بقيت لهم رقاب ..!