أهو الحنين إلى عيد لم يأت بعد ..؟!

خط أحمر
رحم الله أيام طفولتنا وفرحتنا بالعيد ..بداية كل عام وأنتم بألف خير، كلمات بسيطة تحمل في ثناياه الكثير من المعاني السامية والروحانيات التي تبعث في النفوس راحة ومحبة وإخاء وتسامح ..ماذا صفي من ذكريات الزمن الجميل ..؟
لا أدري لماذا نهرب إلى حصون طفولتنا الأولى، وأحضانها الحانية كلما لاح لنا عيدٌ من بعيد؟ ولا أدري لماذا تبقى عامرة ومحشرجة في نفوسنا تلك الذكريات الحميمة، واللمسات الصغيرة عن عيد قديم، ما زال يعشش في البال كعصفور مبرود؟ أهو الحنين إلى عيد لم يأت بعد، عيد نريد أن نرسمه كيفما نشاء وباللون الذي نشتهي، أو أننا نهرب لأن هذا الواقع بات مكروهاً لا يطاق، فنهيم نبحث عن صور جديدة، فلا نجدها إلا في طفولة فرت من بين أصابعنا حين كبرنا سريعاً، على حين فجأة.
ولهذا لا أنسى دموعي على خاروفي ومصيره: فلماذا لا يهرب هذا الأبله، ألا يدري أنه سيذبحُ صباح العيد؟ ولهذا كنت لا أحبُّ أن أراه يذبحُ أمامي، وأصر بأني لن آكل من لحمه أبداً، لكني أغيِّر رأيي، عندما تتسلل إلي رائحة الشواء. وفي كل عام كانت تتكرر معي الحكاية والدموع، وذكريات خراف فاتها الهرب.
وسيبقى أن كل عيد لا يفتتح بالقهوة، لا يعول عليه. هذا عرفنا المحفوظ كخطوط اليد، فهو سيكون ضئيلا بلا رائحتها المهيلة العابقة بريق الفجر؛ وفي كل عيد تترحم على جدك ومهباشه وقهوته الملتاعة على وهج الجمر، فأين أعيادنا الجميلة رغم هذه القهوة ..؟ أين تقاليدنا ..وأين موائدنا ..وأين وأين ..؟؟
لا نردد إلا كلمة …أضحى مبارك ..وجعل الله ايامكم كلها سعادة.