حياة السوريين كيف كانت وكيف أصبحت؟

خط أحمر- ديبه الشعار :
لم نأت بجديد ان الظروف المعيشية للمواطن السوري صعبة ولا تسر بال أحد، معاناة وبؤس وفقر واستدانة وتأمين لقمة العيش يوميا كابوسا حقيقيا ،فاليوم وفي ظل الفاقة صارت السرقة مبررة ،والشراء بالجزء او بالملعقة واقعا معاشا ،فمن يقتنع ان يصل الحال لما وصل حيث الجوع والفقر صار يدفع الناس ليس فقط لارتكاب الجرائم بل سرقة المنازل ليس طمعا بالمجوهرات والمصاغ النفيس ،انما بما يكون موجودا من ارز وبرغل وخبز وسواه من الحاجيات قليلة الثمن .. !
الفقر و الجوع يضربان اليوم بقوة فائقة ،ولم تستطع كل جهود الحكومة لتلطيف الاوضاع من وقف حدة وماوصلت اليه الأحوال..فلم تشكل الزيادة 100 % تلك الفوارق في تحسين معيشة ذوي الدخل المحدود والتي جاءت بعد مضي سنوات عجاف وقد أرخت ظلالها على المجتمع السوري في عامها الثالث عشرمن قانون قيصرومحوره الحصار الإقتصادي على الشعب السوري فالدخل لم يصمد أمام زيادة الأسعار بسبب ارتفاع المحروقات وزيادة نسب التضخم.
التقى موقع خط أحمر نبيل صافية عضو اللجنة الإعلامية لمؤتمر الحوار الوطني في سورية ليحدثنا عن رأيه في واقع حال الأزمة الإقتصادية قائلاً: إن الزيادة وما طرأ على دخل المواطن ومعيشته فإنه من الملاحظ أنها جاءت متاخرة وكان ينبغي أن تسبقها زيادات مماثلة نظراً لارتفاع جنوني للأسعار مقارنة بضعف الدخل وترافقت الزيادة مع غلاء إضافي وارتفاع جديد للأسعار وكان من الواضح أنها لم تكن متناسبة مع أسعار السلع والإحتياجات الأساسية الضرورية للمواطن وهذا ماانعكس سلباً أمام تلك الحالة الإقتصادية المتردية التي تعيشها سورية نتيجة غياب السياسات الإقتصادية الإستراتيجية المدروسة تحت ذرائع واهية يمكن أن تقدم للمواطن على أنها بتأثير من الخارج المتآمر ولكن هذه الأوضاع الإقتصادية عاشتها سورية دوماً نتيجة غياب مختلف السياسات الإستراتيجية وفي ظل تخبط اقتصادي كبير في اتخاذ القرارات غير المدروسة لخدمة المواطن ومن وجهة نظري إذا ارادت “سورية” الحل الصحيح والخروج من الضائقة الإقتصادية في ظل متغيرات العالمية: عليها العمل لإستغلال إمكاناتها وثرواتها وما تبقى منها لخدمة الشعب عبر دراسات وخطط استراتيجية اقتصادية ذات مصداقية وواقعية وليس تغيير أشخاص على أنهم السبب لما آلت إليه الأمور في “سورية” وهذا ما كان ينبغي فعله منذ سنوات طويلة خلت، ومايجري حالياً من حالات الجوع تعكس ردود الأفعال لما كان يعصف في سورية من أحداث.
وأضاف “مصطفى المير”عن حياته المعيشية قائلاً: علمت مادة الرياضة 34 عاماً وكان راتبي التقاعدي 108 آلاف ليرة سورية قبل الزيادة الأخيرة علماً أني أنفق على أولادي الطلبة فالكبرى في الجامعة والثانية حادي عشر والطفل صف ثالث، ونحن تحت خط الفقرلأني لم أعد قادراً على تأمين أبسط متطلبات المعيشة لأسرتي ولقمة العيش أصبحت حلماً والفرق كبيراً بين حالنا قبل الأزمة لقد كنا نعيش في بحبوبة اقتصادية أما الآن فجحيم يومي حيث خفضنا عدد الوجبات لواحدة فقط وأغلب الأوقات مما انعكس على حياتنا لتوتر وعصبية ولولا أهل الخيروالنخوة لكنا في خبر كان لأننا نسير نحو الهاوية والهلاك والمسألة وقت فقط بالإضافة لمعاناة زوجتي من مرض الغدة والتي تحتاج الدواء باستمرار وأجد صعوبة في تأمينه بتنا نخشى المرض لغلاء أجور المعاينة الدواء الذي تضاعف وأصبح حلماً يا للأسف كيف كنا وكيف أصبحنا؟
“نهى عيسى” موظفة لدى إرشادية زراعية منذ عام 1994، تحدثت عن حياتها المعيشية قائلة: أعيل ثلاثة أولاد وزوجي عامل يومي عمله متقطع لذلك نعاني أقسى ظروف، ونلجأ للإستدانة من المحلات حتى الخبز فراتبي الشهري 92 ألف ليرة سورية فقط ويجب علي تسديد قرض عقاري من هذا المبلغ، ولأرمم الحاجة لجأت العام الماضي لقطف ثمار القبار التي أدمت يدي لكني تحملت شوكه كي لا أحتاج أحداً والأسوء بدلاً من شراء الطعام لعائلتي اضطر لشراء صهريج ماء… المعضلة التي لم يجد لها القائمون حلاً رغم مطالبنا المستمرة ووعودهم بحلها أو مساعدتنا، وفي الشتاء كانت تدفئة منزلي على الحطب والأحذية القديمة، وفي عملي أقوم بشراء المازوت والقرطاسية من حسابي الخاص لعدم وجود الكثير من مستلزمات القرطاسية والكمبيوتر في عملي خارج الخدمة ويعاني المزارعون من قلة الخدمات خاصة الأدوية واللقاحات البيطرية ويعانون ارتفاع سعر المازوت وكمياته القليلة حتى سعر مبيع القمح كان غير منصف للمزارعين.