هل تنحاز الحكومة للفقراء  ضد لصوص المال وسادة التجويع والترويع …؟!

خط أحمر – خاص : 

كل شيء تغير ،ليست فقط  تكاليف  الحياة وزيادة  الأعباء ،بل نفوس البشر وطباعهم،  وهنا لا يصح القول الذي يقول: بالخبز يحيا الإنسان…..بل بكل  شيء بالخبز و باللحم والرز والعيش الكريم والعمل الكريم والسكن الكريم  والمواطنة  السليمة ودولة المؤسسات بعيدا  عن الفساد أو أي انتقاص من حقوقه ومستحقاته ..
قلناها مرارا وتكرار الفقر والبطالة يحولان أي انسان مهما كانت ارادته قوية وقناعاته صلبة إلى إنسان أخربطبع وسلوك مغاير لما هو عليه ،وهاهي الوقائع آخذة  بالازدياد ،حيث الجرائم وقتل الأنفس والسرقات والشغل في الممنوع دون الانتباه إلى عواقب تلك التصرفات ،فالجوع كافر يدفع صاحبه لارتكاب أفظع الجرائم والحوادث في المجتمع ..وهنا مكمن الخطورة ،فمهما كانت أنواع العقاب فالشخص لم يكترث أو يخاف أمام تغول آفة الجوع ..! 
ياجماعة الخير… عندما يجوع الإنسان تهون أمامه الصعاب ويتحدى المخاطر ،لم يعد لديه عقل وأخلاق.. وحينما يفقد الإنسان الأمل بتحسن الأوضاع ويرى الطريق مظلما  يتحول إلى وحش كاسر ، وحينما يرى الإنسان أولاده جوعى وهو عاجز عن سد رمقهم فإنه يفقد معظم ضوابطه الأخلاقية ، فالجوع كافر (وأنا في صف الجوع الكافر مادام الصف الآخر يسجد من ثقل الأوزار- مظفر النواب) .
ما أكثر الفقراء …فقراء   الوطن  اليوم باتوا  يدركون بأنهم وصلوا إلى الحافة … حافة الجوع …حافة العجز … حافة فقدان الأمل … احذروهم لأنهم من الممكن أن يتحولوا إلى وحوش تدمرنا جميعا وتدمر إنجازاتنا برمشة عين.
ومثلما تعطي النوبات القلبية رسائل تحذيرية للجسد على شكل نوبات صغرى غير قاتلة لعله يغير سلوكياته في العيش ، فأن فقراء  أعطوا هذه الرسائل التحذيرية أكثر من مرة ..وهناك  كل يوم  رسائل !!.
الفقراء يمثلون مؤسسات الحكومة  الصغار و الفقراء و أولادهم وأخوتهم العاملين في القطاع الخاص كأجراء أو الفلاحين المتبطلين أو العاطلين عن العمل… وغيرهم مما غدرت  بهم الحياة واقدارها ..كلهم بحالة عوز وفاقة ..فقدوا  الأمل بالغد الذي سيحمل لهم الفرج ،تبخرت الوعود الرسمية كما أحلامهم من هول مايعانون ويكابدون ! 
زمن النفاق واللصوص  ضيق عليهم معيشتهم ،تنوع هؤلاء اللصوص وتلونوا  ليس  هم فقط أولئك المستغلين والمتلاعبين ، بل أولئك الذين استغلوا حاجات البشر وحولوها إلى إقطاعية لهم ولأبنائهم وزبانيتهم .. وهم ينجون دائما من العقاب ، فيما يتضرر الفقراء والمؤسسات .آن الأوان أن تغير الحكومة عاداتها  ومعالجاتها تجاه مسائل المعيشة وتنحاز إلى الفقراء ضد لصوص المال العام وسادة التجويع والترويع … قبل ان تنتابها جلطة مروعة لا ينفع معها حبوب تحت اللسان ولا الأسبرين وخلافه، وسوف نعاني منها جميعا.
آن الأوان للتغيير …!!