الزراعات الاستوائية … ” كيفية ” لا تخضع لخطة زراعية وبعيدة عن الدعم بكل أشكاله

خط أحمر :

انتشرت في محافظتي طرطوس واللاذقية زراعة أصناف من الفواكه الاستوائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ومن أهم تلك الزراعات حسب معلومات صادرة عن جهات الزراعة فاكهة الدراغون بألوانها والموز والأفوكادو والشوكولاته والقشطة، وهي ذات قيم غذائية واقتصادية عالية.. تم التوسع في زراعتها للعوائد الاقتصادية التي تتأتى من زراعتها كفواكه لذيذة الطعم والمذاق وللأقبال من جانب المستهلكين عليها ..

وحسب معلومات غير رسمية فإن الزراعات الاستوائية تتطلب مناخا مشابها للمناطق التي تنمو بها اصلا ، وهذا ما يميز نوعا ما المناخ الذي تتمتع به المنطقة الممتدة من اللاذقية إلى طرطوس،و هذه الزراعات لا تتطلب الكثير من العناية حيث تحتاج الماء والسماد في السنوات الأولى من زراعتها، وبعدها تعيش على مياه الأمطار وقليل من الري بالتنقيط.
وقد تم البدء بزراعة هذه الأصناف عام 2010، باستجلاب عدد من الشجيرات للأصناف المتنوعة وكذلك زراعة الموز التي أخذت بالتوسع الملحوظ..نظرا لما تتمتع هذه الزراعات بإنتاج عال ومردود اقتصادي مميز، نتيجة لارتفاع أسعارها في السوق المحلية..
وقال مدير زراعة طرطوس علي يونس : أخذت هذه الزراعات بالتوسع وبلغت المساحة المزروعة بالأشجار الاستوائية كالموز والافوكادو والمانجو والداركون والقشطة ..وغيرها حوالي ٣ آلاف دونم حصة الموز منها حوالي ألفي دونم .. واشار يونس إلى أن هذه الزراعات غير مشمولة بخطة الوزارة ولا المديرية كونها غراس غير منتجة في مراكز الغراس الرسمية التابعة لوزارة الزراعة ،وبحال تعرض تلك الزراعات لأي أضرار مناخية أو غيرها من الأضرار ينحصر دور عمل وتدخل مديرية الزراعة في حصر الأضرار بشكل كامل ،ولا يتم التعويض عن اضرارها بسبب أنها غير مدرجة بخطة الزراعة وبإنتاج المراكز الزراعية التابعة للوزارة.
صحيح ان الزراعات الاستوائية ذات عائد اقتصادي كونها تمتاز بوفرة انتاجية واسعار مبيع ثمارها غالي ولا تحتاج الى تكاليف مكلفة ،الا ان المخاوف حسب رأي مهندس زراعي تكون بديلا عن الزراعات المحمية التي يحتاجها المواطن السوري بعيدا عن اي مردودية ،فالفلاح او المنتج وكامر طبيعي صار همه يزرع الصنف المرغوب تسويقيا والذي يحقق له الربح بعيدا عن اي تكاليف لمستلزمات الزراعة بشكلها الطبيعي ..الا ان الزراعات لم تعتمد بشكل اساسي ضمن منظومة الدعم ولت حتى منظمة التعويض بحال تعرضها لأضرار قد تصيبها ،يجب ان يعي المزارع لتلك الزراعات لمخاطر وقوع الاضرار قد تلحق الخسائر عليه ،فالتعويض لن يشملها ،ولا تعويضات صندوق الجفاف حتى . فهي خارج منظومة أي دعم .
وتساءل : هل نفيق يوما ما على توسعات كبيرة في هذه الزراعات ونخسر الزراعات المحمية التي نحتاجها في كل الأوقات . ؟ فحسب معلومات غير رسمية فقد وصلت اعداد الشتلات من صنف الدراغون ل٣ ملايين شتلة و٦٠٠ ألف شتلة افوكادو والاف الشتلات من القشطة و الموز وغيرها مع زيادات مستمرة لأعداد الشتلات ..
فالزراعات الاستوائية خارج إطار كل أشكال الدعم لأنها زراعات لم يخطط لها بالشكل الرسمي ،وهذا يلزمه التخطيط السليم للزراعات وللمساحات المسموح لها ،على أن لا تكون على حساب الزراعات المحمية كالبندورة والكوسا والفليفلة والباذنجان وغيرها ،وتكون غراسها معتمدة ومنتجة ضمن خطة عمل مراكز الغراس الرسمية .. هي زراعات لا تتصف بالديمومة مثلا ،بغض النظر عن العائد الاقتصادي لها . وأن مستلزمات الزراعة لها لم تدرج بعد في المديريات والإرشاديات الزراعية حيث لا زالت “زراعة كيفية” لا تخضع لخطة زراعية رسمية، وفي حال خضوعها لوزارة الزراعة سيكون لها دعم جيد شريطة ان لا تكون على حساب الزراعات التقليدية .